وقوله تعالى : { يغفر لكم } فيه أوجه :
أحدها : أنه مجزوم على جواب الخبر بمعنى الأمر ، أي : آمنوا وجاهدوا .
والثاني : أنه مجزوم في جواب الاستفهام ، كما قاله الفراء .
والثالث : أنه مجزوم بشرط مقدر ، أي : إن تؤمنوا يغفر لكم . قال القرطبي : وأدغم بعضهم فقرأ يغفر لكم ، والأحسن ترك الإدغام فإن الراء متكرر قوي فلا يحسن الإدغام في اللام ، لأن الأقوى لا يدغم في الأضعف ا . ه . وتقدم في آخر سورة البقرة مثل ذلك للزمخشري والبيضاوي ورد عليهما { ذنوبكم } أي : يمحو أعيانها وآثارها كلها ، { ويدخلكم } أي : بعد التزكية بالمغفرة رحمة لكم { جنات } أي : بساتين { تجري من تحتها } أي : من تحت أشجارها وغرفها وكل منتزه فيها { الأنهار } فهي لا تزال غضة زهراء لم يحتج هذا الأسلوب إلى ذكر الخلود لإغناء ما بعده عنه ، ودل على الكثرة المفرطة في الدور بقوله في صيغة منتهى الجموع ، { ومساكن طيبة } روى الحسن قال : «سألت عمران بن حصين ، وأبا هريرة عن قوله تعالى : { ومساكن طيبة } فقالا : على الخبير سقطت سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال : «قصر من لؤلؤة في الجنة في ذلك القصر سبعون داراً من ياقوتة حمراء ، في كل دار سبعون بيتاً من زبرجدة خضراء ، في كل بيت سبعون سريراً ، في كل سرير سبعون فراشاً من كل لون على كل فراش سبعون امرأة من الحور العين ، في كل بيت سبعون مائدة على كل مائدة سبعون لوناً من الطعام ، في كل بيت سبعون وصيفاً ووصيفة فيعطي الله تعالى المؤمن من القوة في غداة واحدة ما يأتي على ذلك كله » ، { في جنات عدن } أي : بساتين هي أهل للإقامة بها لا يحتاج في إصلاحها إلى شيء خارج يحتاج في تحصيله إلى الخروج عنها له ، قال حمزة الكرماني في كتابه «جوامع التفسير » : هي أي جنات عدن قصبة الجنان ومدينة الجنة أقربها إلى العرش { ذلك } أي : الأمر العظيم جداً ، { الفوز العظيم } أي : السعادة الدائمة الكبيرة ، وأصل الفوز الظفر بالمطلوب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.