الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّـٰتِ عَدۡنٖۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (12)

ثم قال : { يغفر لكم ذنوبكم } جزم " يغفر " لأنه جواب لتؤمنوا{[68406]} بالله لأنه بمعنى الإلزام كأنه قال : آمنوا بالله ورسوله وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم يغفر لكم ذنوبكم ، أي : يسترها عليكم فلا يعاقبكم عليها{[68407]} .

وفي حرف عبد الله : { آمنوا } على الأمر{[68408]} .

وقال الفراء : / { يغفر لكم } جواب الاستفهام في قوله : " هل أدلكم " وهو خطأ ، لأنه ليس بالدلالة تجب المغفرة ، إنما تجب بالقبول والعمل{[68409]} .

وقد قال علي بن سليمان : " تؤمنون " عطف بيان على " تجارة " {[68410]} .

وقيل : هو مبين عن تجارة ، كعطف البيان في الأسماء التي{[68411]} تشبه البدل وهذا قول حسن ، فيكون " يغفر " جوابا بالاستفهام ( كأنه قال : " بدل تؤمنون " {[68412]} ) .

وتجاهدون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار .

{ ومساكن طيبة في جنات عدن } أي : في بساتين إقامة أبدا{[68413]} .

{ ذلك الفوز العظيم } أي : ذلك الذي تقدم وصفه لمن آمن وجاهد هو النجاح العظيم خطره .


[68406]:ح،ج: "لتؤمنون".
[68407]:انظر: إعراب النحاس 4/422، والإملاء 2/137.
[68408]:انظر: معاني الفراء 3/154، وتفسير القرطبي 18/87.
[68409]:انظر: مشكل إعراب القرآن 731، وتفسير القرطبي 18/87. والتبيان في إعراب القرآن 2/1221، والبحر المحيط 8/263، والإملاء 2/137.
[68410]:انظر: إعراب النحاس 9/422، وهو قول الأخفش في البحر المحيط 8/263.
[68411]:ع، ج: "الذي".
[68412]:ع: "كأنه قال على تؤمنون" وفي ج: "لأنه قال بل تؤمنون".
[68413]:انظر: تفسير القرطبي 18/88.