{ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } هذا جواب الأمر المدلول عليه بلفظ الخبر ، ولهذا جزم . قال الزجاج والمبرد : قوله { تُؤْمِنُونَ } في معنى آمنوا ، ولذلك جاء { يغفر لكم } مجزوماً . وقال الفرّاء : { يغفر لكم } جواب الاستفهام فجعله مجزوماً لكونه جواب الاستفهام ، وقد غلطه بعض أهل العلم . قال الزجاج : ليسوا إذا دلّهم على ما ينفعهم يغفر لهم إنما يغفر لهم إذا آمنوا وجاهدوا . وقال الرازي في توجيه قول الفراء : إن { هَلْ أَدُلُّكُمْ } في معنى الأمر عنده ، يقال : هل أنت ساكت : أي اسكت ، وبيانه أن «هل » بمعنى الاستفهام ، ثم يتدرّج إلى أن يصير عرضاً وحثاً ، والحثّ كالإغراء ، والإغراء أمر . وقرأ زيد بن عليّ ( تؤمنوا ، وتجاهدوا ) على إضمار لام الأمر . وقيل إن { يغفر لكم } مجزوم بشرط مقدّر : أي إن تؤمنوا يغفر لكم ، وقرأ بعضهم بالإدغام في يغفر لكم ، والأول ترك الإدغام لأن الراء حرف متكرّر فلا يحسن إدغامه في اللام { وَيُدْخِلْكُمْ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار } قد تقدّم بيان كيفية جري الأنهار من تحت الجنات { ومساكن طَيّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ } أي في جنات إقامة { ذلك الفوز العظيم } أي ذلك المذكور من المغفرة ، وإدخال الجنات الموصوفة بما ذكر هو الفوز الذي لا فوز بعده ، والظفر الذي لا ظفر يماثله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.