تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّـٰتِ عَدۡنٖۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (12)

قال محمد : قوله :{ يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار } هو جواب تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون .

يحيى : عن إبراهيم بن محمد ، عن صفوان بن سليم ، عن عطاء بن يسار ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حرمت النار على عين دمعت من خشية الله ، وعلى عين سهرت في سبيل الله " {[1387]} .

يحيى : عن خالد ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أدنى أهل الجنة منزلة آخرهم دخولا رجل مسه سفعة من النار فيعطى فيقال له : انظر ما أعطاك الله ، ويفسح لهم في أبصارهم ، فينظر إلى مسيرة [ ألف ]{[1388]} سنة كله له ليس فيه موضع شبر إلا وهو عامر ، قصور الذهب والفضة ، وخيام اللؤلؤ والياقوت ، فيها أزواجه وخدمه " {[1389]} .

يحيى : عن صاحب له ، عن جويبر ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن الحارث ، عن على : " أن الرجل إذا دخل الجنة استخف زوجته الفرح فتخرج من الخيمة تستقبله ، فتقول : أنت حبي وأنا حبك ، نحن الراضيات اللاتي لا نسخط أبدا ، ونحن الناعمات اللاتي لا نبؤس أبدا ، ونحن الخالدات اللاتي لا نموت أبدا ، المقيمات اللاتي لا نظعن أبدا ، أنت حبي وأنا حبك ، فتدخله بيتا أساسه إلى سقفه مائة ألف ذراع مبنيا على جندل اللؤلؤ والياقوت طرائق حمر وخضر وصفر ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها ، فإذا رفعوا أبصارهم إلى سقف بيوتهم ، فلولا أن الله كتب ألا تذهب أبصارهم لذهبت مما يرون من النور والبهاء في سقوف بيوتهم " {[1390]} .


[1387]:لم أقف عليه من هذا الطريق المرسل وأورده المنذري في "الترغيب" (2/248، 251)، عن أبي هريرة، وابن عباس، وأنس وغيرهم.
[1388]:غير واضحة بالأصل ولعلها كما أثبتناه والله أعلم.
[1389]:أورد نحوه المنذري في الترغيب والترهيب (4/501، 509).
[1390]:رواه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (2/ق/ب) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (281)، والعقيلي في "الضعفاء" (1/86) عن الإمام علي مرفوعا. وقال العقيلي: حديث غير محفوظ. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (15851)، وعبد الرزاق في "تفسيره" (2/176)، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (3/ق/أ) وكذا أبو نعيم (280، 281)، عن الإمام علي موقوفا. وقال الحافظ: هذا حديث صحيح وحكمه حكم المرفوع، إذ لا مجال للرأي في مثل هذه الأمور (المطالب5/35).