في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{هَٰذَا خَلۡقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ بَلِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (11)

( هذا خلق الله )وليتحداهم به ويتحدى دعواهم المتهافتة . . ( فأروني ماذا خلق الذين من دونه ? ) . . وليعقب على هذا التحدي في أنسب وقت : ( بل الظالمون في ضلال مبين ) . . وأي ضلال وأي ظلم بعد هذا الشرك ، في هذا المعرض الكوني الباهر الجليل ?

وعند هذا الإيقاع القوي يختم الجولة الأولى في السورة ذلك الختام المؤثر العميق .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{هَٰذَا خَلۡقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ بَلِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (11)

قوله : { هَذَا خَلْقُ اللَّهِ } أي هذا الذي بينته لكم مما تشاهدونه وتعاينونه ، هو مخلوق الله . فالله خالق ذلك كله من غير شريك له في ذلك ولا ظهير .

قوله : { فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ } الياء في قوله : { فَأَرُونِي } مفعول أول . وجملة { مَاذَا خَلَقَ } ، في موضع نصب مفعول ثان للفعل أروني . ما استفهام في موضع رفع مبتدأ . وخبره ذا . وذا يعني الذي{[3641]} .

والمعنى : أروني أي شيء خلقه شركاؤكم الذين اتخذتموهم أندادا لله . والاستفهام للتوبيخ والتقريع .

قوله : { بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } { بل } ، إضراب عن تقريع المشركين وتبكيتهم على الحكم عليهم بالضلال الظاهر وأنهم ظالمون ، لأنفسهم خاسرون{[3642]} .


[3641]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 254.
[3642]:تفسير الرازي ج 25 ص 143-145، وتفسير ابن كثير ج 3 ص 443، وفتح القدير ج 3 ص 235.