محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{هَٰذَا خَلۡقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ بَلِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (11)

{ هَذَا } أي ما ذكر من السماوات والأرض . وما تعلق بهما من الأمور المعدودة { خَلْقُ اللَّهِ } أي مخلوقه { فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ } أي مما اتخذتموهم شركاء له سبحانه في العبادة { بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } إضراب عن تبكيتهم بما ذكر ، إلى التسجيل عليهم بالضلال البين المستدعي للإعراض عن مخاطبتهم بالمقدمات المعقولة الحقة ، لاستحالة أن يفهموا منها شيئا ، فيهتدوا به إلى العلم ببطلان ما هم عليه . أو يتأثروا من الإلزام والتبكيت فينزجروا عنه . ووضع الظاهر موضع ضميرهم ، للدلالة على أنهم بإشراكهم واضعون للشيء في غير موضعه . ومتعدون عن الحدود . وظالمون لأنفسهم بتعريضها للعذاب الخالد . أفاده أبو السعود .