فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{هَٰذَا خَلۡقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦۚ بَلِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (11)

{ هذا } أي : ما ذكر خلق السماوات والأرض ما تعلق بهما من الأمور المعدودة { خلق الله } أي : مخلوقه تعالى { فأروني ماذا خلق الذين من دونه ؟ } أي : من آلهتكم التي تعبدونها من دون الله ، والاستفهام للتقريع والتوبيخ ، والمعنى : فأروني أي شيء خلقوا مما يحاكي خلق الله ، أو يقاربه حتى استوجبوا عندكم العبادة ، وهذا الأمر لهم لقصد التعجيز والتبكيت ، ثم أضرب عن تبكيتهم بما ذكر إلى الحكم عليهم بالضلال الظاهر ، والإعلام ببطلان ما هم عليه فقال : { بل الظالمون في ضلال مبين } فقرر ظلمهم أولا وضلالهم ثانيا ؛ ووصفه بالوضوح والظهور ، ومن كان هكذا فلا يعقل الحجة . ولا يهتدي إلى الحق .