في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتُواْ بِـَٔابَآئِنَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (25)

24

( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ، ما كان حجتهم إلا أن قالوا : ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين ) . .

وهذه كتلك تدل على نظرة سطحية لا تدرك نواميس الخلق ، وحكمة الله فيها ، وسر الحياة والموت الكامن وراءهما ، المتعلق بتلك الحكمة الإلهية العميقة . فالناس يحيون في هذه الأرض ليعطوا فرصة للعمل وليبتليهم الله فيما مكنهم فيه . ثم يموتون حتى يحين موعد الحساب الذي أجله الله ، فيحاسبوا على ما عملوا ، وتتبين نتيجة الابتلاء في فترة الحياة . ومن ثم فهم لا يعودون إذا ماتوا . فليست هنالك حكمة تقتضي عودتهم قبل اليوم المعلوم . وهم لا يعودون لأن فريقاً من البشر يقترحون هذا . فاقتراحات البشر لا تتغير من أجلها النواميس الكبرى التي قام على أساسها الوجود ! ومن ثم فلا مجال لهذا الاقتراح الساذج الذي كانوا يواجهون به الآيات البينات : ( ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين ) !

ولماذا يأتي الله بآبائهم قبل الموعد الذي قدره وفق حكمته العليا ? ألكي يقتنعوا بقدرة الله على إحياء الموتى ? يا عجباً ! أليس الله ينشىء الحياة أمام أعينهم إنشاء في كل لحظة ، وفق سنة إنشاء الحياة ?

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتُواْ بِـَٔابَآئِنَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (25)

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتُواْ بِـَٔابَآئِنَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (25)

ولما كان هذا من قولهم عجباً ، زاده عجباً بحالهم عند سماعهم للبراهين القطعية ، فقال عاطفاً على{[58240]} " قالوا " : { وإذا تتلى } أي تتابع{[58241]} بالقراءة من أيّ تال كان { عليهم آياتنا } أي{[58242]} على ما لها من العظمة {[58243]}في نفسها{[58244]} وبالإضافة إلينا حال كونها { بينات } أي في غاية المكنة في الدلالة على البعث ، فلا عذر لهم في ردها { ما كان } أي{[58245]} بوجه من وجوه الكون{[58246]} { حجتهم } أي قولهم الذي ساقوه مساق الحجة ، وهو لا يستحق أن يسمى شبهة { إلا أن قالوا } {[58247]}قولاً ذميماً ولم ينظروا إلى مبدئهم{[58248]} { ائتوا } أيها التالون للحجج البينة{[58249]} من النبي - صل الله عليه وسلم - وأتباعه {[58250]}الذين اهتدوا بهداه{[58251]} { بآبائنا } الموتى ، وحاصل هذا أنه ما كان لهم حجة إلا أن أتوا بكلام معناه : ليس لنا حجة ؛ لأنه ليس فيه شبهة فضلاً عن حجة ، وما كفاهم مناداتهم{[58252]} على أنفسهم بالجهل حتى عرضوا{[58253]} لأهل البينات بالكذب فقالوا : { إن كنتم صادقين * } أي عريقين في الكون في أهل الصدق الراسخين فيه{[58254]} من أنه سبحانه وتعالى يبعث الخلق بعد موتهم ، وذلك استبعاد منهم لأن يقدر على جمع الجسم بعد ما بلي ، وهم يقرون بأنه الذي خلق ذلك الجسم ابتداء ، ومن المعلوم قطعاً أن من قدر على إنشاء شيء من العدم قدر{[58255]} على إعادته بطريق الأولى .


[58240]:زيد في الأصل و ظ: ما، ولم كن الزيادة في م ومد فحذفناها.
[58241]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: تتابع.
[58242]:سقط من م ومد.
[58243]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: نفسها.
[58244]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: نفسها.
[58245]:سقط من ظ و م ومد.
[58246]:زيد في الأصل: لكون، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[58247]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58248]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58249]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: المبينة.
[58250]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[58251]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: المبينة.
[58252]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: مادانهم.
[58253]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: تعرضوا.
[58254]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: في الصدق.
[58255]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: قادر.