مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتُواْ بِـَٔابَآئِنَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (25)

ثم قال تعالى : { وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين } وفيه مسائل :

المسألة الأولى : قرئ حجتهم بالنصب والرفع على تقديم خبر كان وتأخيره .

المسألة الثانية : سمى قولهم حجة لوجوه ( الأول ) أنه في زعمهم حجة ( الثاني ) أن يكون المراد من كان حجتهم هذا فليس لهم البتة حجة كقوله :

تحية بينهم ضرب وجيع *** ( أي ليس بينهم تحية لمنافاة الضرب للتحية ) ( الثالث ) أنهم ذكروها في معرض الاحتجاج بها .

المسألة الثالثة : أن حجتهم على إنكار البعث أن قالوا لو صح ذلك فائتوا بآبائنا الذين ماتوا ليشهدوا لنا بصحة البعث .

واعلم أن هذه الشبهة ضعيفة جدا ، لأنه ليس كل ما لا يحصل في الحال وجب أن يكون ممتنع الحصول ، فإن حصول كل واحد منا كان معدوما من الأزل إلى الوقت الذي حصلنا فيه ، ولو كان عدم الحصول في وقت معين يدل على امتناع الحصول لكان عدم حصولنا كذلك ، وذلك باطل بالاتفاق .