إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتُواْ بِـَٔابَآئِنَآ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (25)

{ وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ آياتنا } النَّاطقةُ بالحقِّ الذي من جُمْلَته البعثُ { بينات } واضحاتِ الدلالةِ على ما نطقت بهِ أو مبيناتٍ له { ما كَانَ حُجَّتَهُمْ } بالنصبِ على أنَّه خبرُ كانَ أيْ مَا كانَ متمسكاً لهم شيءٌ من الأشياءِ . { إِلاَّ أَن قَالُوا ائتوا بِآبائِنَا إِن كُنتُمْ صادقين } في أنَّا نبعثُ بعدَ الموتِ أيْ إلاَّ هذا القولُ الباطلُ الذي يستحيلُ أنْ يكونَ من قبيلِ الحُجَّةِ ، وتسميتُه حجةً إمَّا لسوقِهم إيَّاهُ مساقَ الحُجَّةِ على سبيلِ التهكمِ بهم أو لأنَّه من قبيلِ :[ الوافر ]

[ وخيل قد دلفت لها بخيل ] *** تحيةُ بينِهم ضربٌ وجيعُ{[725]}

وقُرئ برفعِ حجَّتَهم على أنها اسمُ كانَ فالمَعْنى ما كانَ حجَّتُهم شيئاً من الأشياءِ إلا هَذا القولَ الباطلَ .


[725]:وهو لعمرو بن معد يكرب في ديوانه (ص149)؛ وخزانة الأدب (9/252، 257، 258، 261، 262، 263)؛ وشرح أبيات سيبويه (2/200)، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب (1/345)؛ وشرح المفصل (2/80)؛ والمقتضب (2/20)، (4/413).