في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{تَنزِيلٗا مِّمَّنۡ خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ وَٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلۡعُلَى} (4)

تنزيلاً ممن خلق الأرض والسماوات العلى . الرحمن على العرش استوى . له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى } . .

فالذي نزل هذا القرآن هو الذي خلق الأرض والسماوات . . السماوات العلى . . فالقرآن ظاهرة كونية كالأرض والسماوات . تنزلت من الملأ الأعلى . ويربط السياق بين النواميس التي تحكم الكون والتي ينزل بها القرآن ؛ كما ينسق ظل السماوات العلى مع الأرض ، وظل القرآن الذي ينزل من الملأ الأعلى إلى الأرض . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{تَنزِيلٗا مِّمَّنۡ خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ وَٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلۡعُلَى} (4)

وقوله : { تَنزيلا مِمَّنْ خَلَقَ الأرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلا }{[19200]} أي : هذا القرآن الذي جاءك يا محمد [ هو ]{[19201]} تنزيل من [ ربك ]{[19202]} رب كل شيء ومليكه ، القادر على ما يشاء ، الذي خلق الأرض بانخفاضها وكثافتها ، وخلق السموات العلى في ارتفاعها ولطافتها . وقد جاء في الحديث الذي صححه الترمذي وغيره . أن سُمْك كل سماء مسيرة خمسمائة عام ، وبُعْد ما بينها والتي{[19203]} تليها [ مسيرة ]{[19204]} خمسمائة عام{[19205]} .

وقد أورد{[19206]} ابن أبي حاتم هاهنا حديث الأوعال{[19207]} من رواية العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه .


[19200]:في ف: "تنزيل".
[19201]:زيادة من ف، وفي أ: "يا محمد تنزيل من ربك".
[19202]:زيادة من ف، وفي أ: "يا محمد تنزيل من ربك".
[19203]:في أ: "وبين التي".
[19204]:زيادة من ف، أ.
[19205]:سنن الترمذي برقم (3298) من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، وقال: "هذا حديث غريب من هذا الوجه".
[19206]:في ف: "روى".
[19207]:سيأتي حديث الأوعال بطوله عند تفسير الآية: 7 من سورة غافر.
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{تَنزِيلٗا مِّمَّنۡ خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ وَٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلۡعُلَى} (4)

وقوله { تنزيلاً } نصب على المصدر ، وقوله { ممن خلق الأرض والسماوات العلى } صفة أقامها مقام الموصوف ، وأفاد ذلك العبرة والتذكرة وتحقير الأوثان وبعث النفوس على النظر ، و { العلى } جمع عليا فعلى .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{تَنزِيلٗا مِّمَّنۡ خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ وَٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلۡعُلَى} (4)

{ تنزيلاً } حال من { القُرءَانَ } ثانية .

والمقصود منها التنويه بالقرآن والعناية به لينتقل من ذلك إلى الكناية بأن الذي أنزله عليك بهذه المثابة لا يترك نصرك وتأييدك .

والعدول عن اسم الجلالة أو عن ضميره إلى الموصولية لما تؤذن به الصلة من تحتم إفراده بالعبادة ، لأنه خالق المخاطبين بالقرآن وغيرهم مما هو أعظم منهم خلقاً ، ولذلك وُصف والسَّمَاوات بالعُلَى صفةً كاشفةً زيادة في تقرير معنى عظمة خالقها . وأيضاً لمّا كان ذلك شأن مُنْزل القرآن لا جرم كان القرآن شيئاً عظيماً ، كقول الفرزدق :

إنّ الذي سمك السماء بنى لنا *** بيتاً دعائمه أعزّ وأطول