فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{تَنزِيلٗا مِّمَّنۡ خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ وَٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلۡعُلَى} (4)

وانتصاب { تَنزِيلاً ممَّنْ خَلَق الأرض والسماوات العلى } على المصدرية ، أي أنزلناه تنزيلاً . وقيل : بدل من قوله { تذكرة } وقيل : هو منصوب على المدح . وقيل : منصوب ب{ يخشى } أي : يخشى تنزيلاً من الله على أنه مفعول به . وقيل : منصوب على الحال بتأوله باسم الفاعل . وقرأ أبو حيوة الشامي : «تنزيل » بالرفع على معنى هذا تنزيل ؛ و{ ممن خلق } متعلق ب{ تنزيلاً } أو بمحذوف هو صفة له ، وتخصيص خلق الأرض والسماوات ؛ لكونهما أعظم ما يشاهده العباد من مخلوقاته عزّ وجلّ ، والعلى : جمع العليا ، أي المرتفعة كجمع كبرى وصغرى على كبر وصغر .

ومعنى الآية : إخبار العباد عن كمال عظمته سبحانه وعظيم جلاله .

/خ16