محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{تَنزِيلٗا مِّمَّنۡ خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ وَٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلۡعُلَى} (4)

ثم أشار إلى تضخيم شأن هذا المنزل الكريم ، لنسبته إلى المتفرد بصفاته وأفعاله ، بقوله :

{ تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ } قرئ بالرفع على المدح . أي هو الرحمن . وبالجر على أنه صفة للموصول . وقوله : { عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } أي علا وارتفع . قاله ابن جرير . وقد ذهب الخلف إلى جعل ذلك مجازا عن الملك والسلطان . كقولهم ( استوى فلان على سرير الملك ) وإن لم يقعد على السرير أصلا .

وقد تقدم الكلام على ذلك في سورة الأعراف بما أغنى عن إعادته أيضا .

قال ابن كثير : والمسلك الأسلم في ذلك طريقة السلف ، من إمرار ما جاء في ذلك من الكتاب والسنة ، من غير تكييف ولا تحريف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا تمثيل .

وقد أسلفنا ما حققته أئمة الفلك الحديث ؛ من أن العرش جرم حقيقي موجود . وأنه مركز العوالم كلها . أي مركز الجذب والتدبير والتأثير والنظام .