في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ} (39)

17

ثم قيل له : إنك مطلق اليد فيما وهب الله لك من سلطة ومن نعمة . تعطي من تشاء كيف تشاء . وتمسك عمن تشاء قدر ما تشاء :

( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) . .

وذلك زيادة في الإكرام والمنة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ} (39)

قوله : { هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } أي : هذا الذي أعطيناك من الملك التام والسلطان الكامل كما سألتنا فأعط من شئت واحرم من شئت ، لا حساب عليك ، أي : مهما فعلتَ فهو جائز لك احكم بما شئت فهو صواب . وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خُيِّر بين أن يكون عبدًا رسولا - وهو الذي يفعل ما يؤمر به وإنما هو قاسم يقسم بين الناس ما أمره الله به - وبين أن يكون ملكا نبيا يعطي من يشاء ويمنع من يشاء بلا حساب ولا جناح ، اختار المنزلة الأولى بعد ما استشار جبريل فقال له : تواضع فاختار المنزلة الأولى لأنها أرفع قدرا عند الله وأعلى منزلة في المعاد وإن كانت المنزلة الثانية وهي النبوة مع الملك عظيمة أيضا في الدنيا والآخرة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ} (39)

واختلف الناس في المشار إليه بقوله : { هذا عطاؤنا } فقال قتادة : أشار إلى ما فعله بالجن { فامنن } على من شئت منهم وأطلقه من وثاقه وسرحه من خدمته { أو أمسك } أمره كما تريد وقال ابن عباس : أشار إلى ما وهبه من النساء وأقدره عليه من جماعهن . وقال الحسن بن أبي الحسن : أشار إلى جميع ما أعطاه من الملك وأمره بأن يمن على من يشاء ويمسك عمن يشاء ، فكأنه وقفه على قدر النعمة .