الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ} (39)

ثم قال تعالى ذكره : { هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب } أي : هذا المُلك عطاؤنا فاعط ما شئت منه وامنع ما شئت لا حساب عليك .

وقيل : المعنى : فاحبس ما{[58359]} شئت من الشياطين في وثاقك وسرح ما{[58360]} شئت منهم{[58361]} .

وعن ابن عباس أن هذا إشارة إلى ما أُعطي سليمان من القوة على{[58362]} الجِمَاع . قال كان في ظهره مائة مائة رجل ، وكان له ثلاث مائة امرأة ، وتسع مائة سرية{[58363]} .

فالمعنى : فجامع من شئت ، واترك جِمَاع من شئت بغير حساب عليك .

وقال ابن مسعود : في الكلام تقديم وتأخير ، والتقدير : هذا عطاؤنا بغير حساب ، فامنن أو أمسك{[58364]} ، فالمعنى : هذا عطاؤنا بغير منة عليك .


[58359]:ح: من.
[58360]:ح: من.
[58361]:قاله قتادة في جامع البيان 23/104.
[58362]:ح: في.
[58363]:انظر: جامع البيان 23/104 وجامع القرطبي 15/206.
[58364]:في جامع البيان 23/105: ذُكِر أن ذلك في قراءة عبد الله ابن مسعود.