فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ} (39)

والإشارة بقوله : { هذا } إلى ما تقدم من تسخير الريح والشياطين له ، وهو بتقدير القول ، أي : وقلنا له : { هذا عَطَاؤُنَا } الذي أعطيناكه من الملك العظيم الذي طلبته { فامنن أَوْ أَمْسِكْ } قال الحسن والضحاك وغيرهما : أي فأعط من شئت ، وامنع من شئت { بِغَيْرِ حِسَابٍ } لا حساب عليك في ذلك الإعطاء ، أو الإمساك ، أو عطاؤنا لك بغير حساب لكثرته وعظمته .

وقال قتادة : إن قوله : { هذا عَطَاؤُنَا } إشارة إلى ما أعطيه من قوة الجماع ، وهذ لا وجه لقصر الآية عليه لو قدّرنا أنه قد تقدم ذكره من جملة تلك المذكورات ، فكيف يدعي اختصاص الآية به مع عدم ذكره ؟

/خ40