فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ} (39)

{ هَذَا } أي ما تقدم من تسخير الريح والشياطين له أو من الملك والمال والبسطة ، وهو بتقدير القول ، أي وقلنا له : هذا { عَطَاؤُنَا } الذي أعطيناكه من الملك العظيم الذي طلبته .

{ فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ } أي فأعط من شئت وامنع من شئت ، قاله الحسن والضحاك وغيرهما ، وقال ابن عباس : أعتق من الجن من شئت ، وأمسك منهم من شئت { بِغَيْرِ حِسَابٍ } لا حساب عليك في ذلك الإعطاء والإمساك ، أو عطاؤنا لك بغير حساب ، لكثرته وعظمته ، وقال قتادة : إن قوله هذا عطاؤنا إشارة إلى ما أعطيه من قوة الجماع ، وهذا لا وجه لقصر الآية عليه ، لو قدرنا أنه تقدم ذكره من جملة تلك المذكورات فكيف يدعي اختصاص الآية مع عدم ذكره ؟