اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{هَٰذَا عَطَآؤُنَا فَٱمۡنُنۡ أَوۡ أَمۡسِكۡ بِغَيۡرِ حِسَابٖ} (39)

قوله : { هذا عَطَآؤُنَا } أي قلنا له : هذَا عَطاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ ، قال ابن عباس : أعطِ من شئت وامنع من شئت .

قوله : «بغير حساب » فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه متعلق «بعَطَاؤُنَا » أي أعطيناك بغَيْر حساب ولا تقدير . وهو دلالة على كثرة الإعطاء .

الثاني : أنه حال من «عَطَاؤُنَا » أي في حال كونه غَيْر مُحَاسَبٍ عليه لأنه جَمٌّ كثيرٌ يعسر عَلى الحُسَّابَ ضَبطُهُ .

الثالث : أنه متعلق «بامْنُنْ » أو «أَمْسِكْ » ، ويجوز أن يكون حالاً من فاعلهما أي غير محاسَبٍ عليه .

فصل :

قال المفسرون : معناه لا حرج عليك فيما أعطيت وفيما أمْسَكْتَ ، قال الحسن : ما أنعم الله على أحد نعمة إلا عليه تبعة إلا سليمان ، فإنه إنْ أعْطى أجر وإن لم يعط لم يكن عليه تبعة . وقال مقاتل : هذا في أمر الشياطين يعني خل من شئت منهم وأمْسِكْ من شئت منهم في وثَاقِك لا تبعة عليك فيما تتعاطاه .