في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيۡطَٰنٖ مَّرِيدٖ} (3)

في ظل هذا الهول المروع يذكر أن هنالك من يتطاول فيجادل في الله ، ولا يستشعر تقواه :

( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ، ويتبع كل شيطان مريد ، كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير ) . .

والجدال في الله ، سواء في وجوده تعالى ، أو في وحدانيته ، أو في قدرته ، أو في علمه ، أو في صفة ما من صفاته . . الجدال في شيء من هذا في ظل ذلك الهول الذي ينتظر الناس جميعا ، والذي لا نجاة منه إلا بتقوى الله وبرضاه . . ذلك الجدال يبدو عجيبا من ذي عقل وقلب ، لا يتقي شر ذلك الهول المزلزل المجتاح .

وياليته كان جدالا عن علم ومعرفة ويقين . ولكنه جدال ( بغير علم )جدال التطاول المجرد من الدليل . جدال الضلال الناشيء من اتباع الشيطان . فهذا الصنف من الناس يجادل في الله بالهوى : ( ويتبع كل شيطان مريد )عات مخالف للحق متبجح .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيۡطَٰنٖ مَّرِيدٖ} (3)

يقول تعالى ذامًّا لمن كذب بالبعث ، وأنكر قدرة الله على إحياء الموتى ، معرضا عما أنزل الله على أنبيائه ، متبعًا في قوله وإنكاره وكفره كل شيطان مريد ، من الإنس والجن ، وهذا حال أهل الضلال{[19997]} والبدع ، المعرضين عن الحق ، المتبعين للباطل ، يتركون ما أنزله الله على رسوله من الحق المبين ، ويتبعون أقوال رءوس الضلالة ، الدعاة إلى البدع بالأهواء والآراء ، ولهذا قال في شأنهم وأشباههم : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ } ، أي : علم صحيح ، { وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ }


[19997]:- في ت : "الضلالة".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيۡطَٰنٖ مَّرِيدٖ} (3)

{ ومن الناس من يجادل في الله بغير علم } نزلت في النضر بن الحارث وكان جدلا .

يقول الملائكة بنات الله والقرآن أساطير الأولين ولا بعث بعد الموت هي تعمه وأضرابه . { ويتبع } في المجادلة أو في عامة أحواله . { كل شيطان مريد } متجرد للفساد وأصله العري .