فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيۡطَٰنٖ مَّرِيدٖ} (3)

ثم لما أراد سبحانه أن يحتجّ على منكري البعث قدّم قبل ذلك مقدّمة تشمل أهل الجدال كلهم فقال : { وَمِنَ الناس مَن يجادل فِي الله بِغَيْرِ عِلْمٍ } وقد تقدّم إعراب مثل هذا التركيب في قوله : { وَمِنَ الناس مَن يَقُولُ } [ البقرة : 8 ] . ومعنى { فِي الله } : في شأن الله وقدرته ، ومحل { بِغَيْرِ عِلْمٍ } النصب على الحال . والمعنى : أنه يخاصم في قدرة الله ، فيزعم أنه غير قادر على البعث بغير علم يعلمه ، ولا حجة يدلي بها { وَيَتَّبِعْ } فيما يقوله ويتعاطاه ويحتجّ به ويجادل عنه { كُلَّ شيطان مَرِيدٍ } أي متمرّد على الله وهو العاتي ، سمي بذلك لخلّوه عن كل خير ، والمراد : إبليس وجنوده ، أو رؤساء الكفار الذين يدعون أشياعهم إلى الكفر . وقال الواحدي : قال المفسرون : نزلت في النضر بن الحارث وكان كثير الجدال ، وكان ينكر أن الله يقدر على إحياء الأموات . وقيل : نزلت في الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة .

/خ7