فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيۡطَٰنٖ مَّرِيدٖ} (3)

ثم لما أراد سبحانه أن يحتج على منكري البعث قدم قبل ذلك مقدمة تشمل أهل الجدال كلهم فقال : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ } أي في شأن الله وقدرته وصفاته ، والمعنى أنه يخاصم في ذلك فيزعم أنه غير قادر على البعث { بغير علم } يعلمه ولا حجة يدلي بها أو يؤول أو يمثل أو يعطل أو يشبه صفاته بصفات الخلق من دون حجة نيرة أو يكابر في دين الله ويقول فيه ما لا خير فيه من الأباطيل وتقليد آراء الرجال { ويتبع } فيما يقوله ويتعاطاه ويحتج به ويجادل عنه .

{ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ } أي متمرد على الله متجرد للفساد ، وهو العاتي ، سمي بذلك لخلوه عن كل خير .

وقال الزجاج : المريد والمارد المرتفع الأملس ، والمراد إما إبليس وجنوده أم رؤساء الكفار الذين يدعون أشياعهم إلى الكفر . قال المفسرون : نزلت في النضر بن الحارث ؟ وكان كثير الجدال ، وكان ينكر أن الله يقدر على إحياء الأموات ، وقيل نزلت في الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة .