التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيۡطَٰنٖ مَّرِيدٖ} (3)

قوله تعالى { ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه أنه من تولاه فإنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد كتب عليه أنه من تولاه فإنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير } . ما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من أن بعض الجهال كالكفار يجادل في الله بغير علم : أي يخاصم فيه بغير مستند من علم بينه في غير هذا الموضع كقوله في هذه السورة الكريمة { ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله } الآية وقوله تعالى في لقمان { ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير } فقوله في آية لقمان هذه : أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ، كقوله في الحج { كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير } . ومن الآيات الدالة على مجادلة الكفار في الله بغير علم قوله تعالى { أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم } وقوله في أول النحل { خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين } . . .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { كتب عليه أنه من تولاه } قال : الشيطان اتبعه .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى في هذه الآية الكريمة { ويهديه إلى عذاب السعير } يدل على أن الهدى كما أنه يستعمل في الإرشاد والدلالة على الخير ، يستعمل أيضا في الدلالة على الشر ، لأنه قال { ويهديه إلى عذاب السعير } ونظير ذلك في القرآن قوله تعالى { فاهدوهم إلى صراط الجحيم } وقوله تعالى { وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار } الآية ، لأن الإمام هو من يُقتدى به في هديه وإرشاده .