في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَا يُؤۡذَنُ لَهُمۡ فَيَعۡتَذِرُونَ} (36)

ثم يأخذ في استكمال المشهد بعد عرض الهول المادي في صورة جهنم ، بعرض الهول النفسي الذي يفرض الصمت والكظم . .

( هذا يوم لا ينطقون . ولا يؤذن لهم فيعتذرون ) . .

فالهول هنا يكمن في الصمت الرهيب ، والكبت الرعيب ، والخشوع المهيب ، الذي لا يتخلله كلام ولا اعتذار . فقد انقضى وقت الجدل ومضى وقت الاعتذار : ( ويل يومئذ للمكذبين ) ! . . وفي مشاهد أخرى يذكر حسرتهم وندامتهم وحلفهم ومعاذيرهم . . واليوم طويل يكون فيه هذا ويكون فيه ذاك - على ما قال ابن عباس رضي الله عنهما - ولكنه هنا يثبت هذه اللقطة الصامتة الرهيبة ، لمناسبة في الموقف وظل في السياق .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَلَا يُؤۡذَنُ لَهُمۡ فَيَعۡتَذِرُونَ} (36)

{ ولا يؤذن لهم } في الاعتذار والتنصل{ فيعتذرون } فيتنصّلون مما أجرموا في حق الله . يقال : اعتذرت إليه ، أتيت بعذر . والعذر : هو تحّرى الإنسان ما يمحو به ذنوبه وإساءته .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَا يُؤۡذَنُ لَهُمۡ فَيَعۡتَذِرُونَ} (36)

ولما كانوا لا يقدرون على شيء ما إلا بإذن الله ، وكان الموجع لهم عدم الإذن ، بني للمفعول قوله دلالة-{[70937]} على عدم ناصر لهم أو فرج يأتيهم : { ولا يؤذن } أي من{[70938]} آذن ما { لهم } أي في كلام أصلاً ، ولما كان المراد أنه لا يوجد لهم إذن ولا يوجد منهم اعتذار من غير أن ينظر إلى تسببه عن عدم الإذن لئلا يفهم أن لهم عذراً ولكنهم لم يبدوه لعدم الإذن ، قال رافعاً عطفاً على " يؤذن " {[70939]} { فيعتذرون * } فدل ذلك على نفي الإذن ونفي الاعتذار عقبه مطلقاً ، ولو نصبه لدل على أن السبب في عدم اعتذارهم عدم الإذن فينقض المعنى .


[70937]:زيد من ظ و م.
[70938]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70939]:زيد في الأصل: لهم، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.