الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا يُؤۡذَنُ لَهُمۡ فَيَعۡتَذِرُونَ} (36)

- ثم قال تعالى : ( ولا يوذن لهم فيعتذرون )

أي مما كسبوا في الدنيا من المعاصي .

وقال {[72931]} بن عباس : يوم القيامة أوقات ، فوقت لا ينطقون فيه ، وذلك {[72932]} ( أول ) {[72933]} نفخة ، يريد : كل هول . وقيل : المعنى : لا ينطقون فيه بحجة لهم {[72934]} . تقول العرب لمن احتج بما/ لا حجة فيه : ما جئت بشيء ، ولا نطقت بشيء ، أي : هم بمنزلة من لا ينطق ، إذ لا ينتفعون بمنطقهم . ومثله في هذا المعنى {[72935]} قوله : ( صم ، بكم {[72936]} ، ( عمي ) {[72937]} ) {[72938]} . أي : هم بمنزلة من هو هكذا {[72939]} .

وقد استدل بعض أهل النظر على أنه يراد به بعض أوقات اليوم دون بعض [ بإضافة ] {[72940]} اليوم إلى افعل {[72941]} .

قال : والعرب لا تضيف اليوم إلى " فعل " و " يفعل " ( إلا ) {[72942]} إذا [ أرادت ] {[72943]} الساعة من اليوم ، تقول {[72944]} : آتيك يوم يقدم فلان ، وأدراك يوم يقدم {[72945]} .

والمعنى : ساعة يقدم ، لأنه {[72946]} لا يتمكن أن يكون إتيانه اليوم كله .


[72931]:- أ: وقد قال.
[72932]:- أ: وكذلك.
[72933]:- ساقط من ث.
[72934]:- ذكره القرطبي في تفسيره 19/166 بنحوه عن الحسن.
[72935]:- ث: في هذا الموضع.
[72936]:- أ: بكم صم.
[72937]:- ساقط من أ.
[72938]:- البقرة: 18.
[72939]:- ث: هو به كذا
[72940]:- م: باطافة، ث: فاضافة.
[72941]:- هو قول الطبري في جامع البيان 29/243.
[72942]:- ساقط من ث.
[72943]:- م: أردت.
[72944]:- أ: وتقول.
[72945]:- أ: وان واراد يقدم.
[72946]:- أ: لم.