غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَا يُؤۡذَنُ لَهُمۡ فَيَعۡتَذِرُونَ} (36)

1

قوله { ولا يؤذن } إنما لم يقل " فيعتذروا " بسقوط النون للنصب كقوله { لا يقضي عليهم فيموتوا } [ فاطر :36 ] لأنه لو نصب لأوهم أنهم إنما لم يعتذروا لأجل أنهم لم يؤذوا في الاعتذار ولولا المنع لاعتذروا وهذا غير جائز ، ولكن المراد أن لا عذر لهم في نفس الأمر كما لا إذن فالفاء لمطلق النسق لا للتسبب . هذا مع أنه فيه رعاية الفاصلة وهي من جملة الفصاحة اللفظية ، ولهذا لم يقرأ في سورة " اقتربت " { إلى شيء نكر } [ الآية :6 ] لا مثقلاً . وقرئ قوله في آخر " الكهف " و " الطلاق " { عذاباً نكراً } [ الآية :8 ] بالوجهين قالوا : وإنما لم يؤذن لهم في الاعتذار لأنه سبحانه أزاح الاعتذار في الدنيا بتقديم الإنذار بدليل قوله { فالملقيات ذكراً عذراً ونذراً } ولهذا قال في آخر هذا الأخبار { ويل يومئذ للمكذبين } .

/خ50