في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةٗۖ قَالُواْ لَا تَخَفۡۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ} (28)

( فأوجس منهم خيفة ) . . إما لأن الطارئ الذي لا يأكل طعام مضيفه ينبئ عن نية شر وخيانة . وإما لأنه لمح أن فيهم شيئا غريبا ! عندئذ كشفوا له عن حقيقتهم أو طمأنوه وبشروه : ( قالوا : لا تخف . وبشروه بغلام عليم ) . . وهي البشارة بإسحاق من زوجه العقيم .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةٗۖ قَالُواْ لَا تَخَفۡۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ} (28)

{ فأوجس منهم خيفة } أحس منهم في نفسه خوفا حين رأى عليه السلام إعراضهم عن طعامه .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةٗۖ قَالُواْ لَا تَخَفۡۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ} (28)

فأوجس منهم خيفة : أضمر في نفسه الخوف منهم .

خافَ منهم في نفسِه ، ظناً منه أن امتناعَهم عن الأكل إنما كان لشرّ يريدونه .

{ قَالُواْ لاَ تَخَفْ } وطمأنوه بقولهم : لا تخفْ منا ، إنا رسُل ربك إلى قوم لوطٍ ، كما جاء في قوله تعالى : { لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إلى قَوْمِ لُوطٍ } [ هود : 70 ] .

ثم زادوا طمأنتهم له : فقالوا : أبْشِر يا إبراهيم بغلامٍ عليم . هذا هو ابنه إسحاق من زوجته سارة .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةٗۖ قَالُواْ لَا تَخَفۡۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ} (28)

شرح الكلمات :

{ فأوجس منهم خيفة } : أي فأضمر في نفسه خوفا منهم .

{ بغلام عليم } : أي بولد يكون ذا علم كبير غزير .

المعنى :

أوجس منهم خيفة أي خوفا أي شعر بالخوف في نفسه منهم لعدم أكلهم لأن العادة البشرية وهي مستمرة إلى اليوم إذا أراد المرء بأخيه سوءاً لا يسلم عليه ولا يرد عليه السلام ، ولا يأكل طعامه هذا حكم غالبي وليس عاما .

قالوا لا تخف وبشروه بغلام وأعلموه أنهم مرسلون من ربه إلى قوم لوط لإِهلاكهم من أجل إجرامهم وبشروه بغلام يولد له ويكبر ويولد له فالأول اسحق والثاني يعقوب كما جاء في سورة هود فبشرناه بإسحاق ومن وراء اسحق يعقوب .

الهداية :

من الهداية :

- الخوف الفطري عند وجود أسبابه لا يقدح في العقيدة ولا يعد شركا .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةٗۖ قَالُواْ لَا تَخَفۡۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ} (28)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"فَقَرّبهُ إلَيْهِمْ قالَ ألا تَأْكُلُونَ "وفي الكلام متروك استغني بدلالة الظاهر عليه منه وهو فقرّبه إليهم، فأمسكوا عن أكله، فقال: ألا تأكلون؟

"فأوجس منهم"، يقول: فأوجس في نفسه إبراهيم من ضيفه خيفة وأضمرها "قالُوا لا تَخَفْ وَبَشرُوهُ بغُلامٍ عَلِيمٍ" يعني: بإسحاق، وقال: عليم بمعنى عالم إذا كبر، وذكر الفراء أن بعض المشيخة كان يقول: إذا كان للعلم منتظرا قيل: إنه لعالم عن قليل وغاية، وفي السيد سائد، والكريم كارم. قال: والذي قال حسن. قال: وهذا أيضا كلام عربيّ حسن قد قاله الله في عليم وحكيم وميت...

وإنما قلت: عنى به إسحاق، لأن البشارة كانت بالولد من سارّة، وإسماعيل لهاجرَ لا لسارّة.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{قالوا لا تخف} لذلك أُرسلنا، والله أعلم.

وقوله تعالى: {وبشّروه بغلام عليم} يحتمل قوله: {عليم} وجهين:

أحدهما: أي بشّروه بغلام، يصير عليما إذا كَبِر.

والثاني: {وبشّروه بغلام} بولد {عليم} يُؤتيه الله تعالى علما في بطن أمه، أو إذا وُلد يؤتيه علما في صغره. ولله أن يُؤتيَ العلم من يشاء في حال الصِّغر والكِبر. ألا ترى أنه قال: عز وجل في عيسى عليه السلام: {وآتيناه الحُكم صبيًّا}؟ [مريم: 12]. فعلى ذلك الغلام، هو إسحاق عليه السلام لأنه بيّن في آية أخرى في من كانت البشارة حين قال: {وبشّرناه بإسحاق} [الصافات: 112] دلّ أن البِشارة إنما كانت بإسحاق. ثم ذكر في سورة هود عليه السلام البشارة لامرأته حين قال: {فبشّرناها بإسحاق} [الآية: 71] وذكر في هذه السورة البشارة لإبراهيم عليه السلام بقوله: {وبشّروه بغلام عليم} [الذاريات: 28]. لكن جائز أنه لما بشّرها بالولد بشّرها بالولد منه، وإذا بشّروا إبراهيم عليه السلام بالولد بشّروه بالولد منها. فإذا بُشّر أحدهما بالولد من الآخر فتكون البشارة لهما جميعا، والله أعلم...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

"لا تخف " يا إبراهيم فإنا رسل الله وملائكته أرسلنا الله إلى قوم لوط لنهلكهم.

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

(فأوجس منهم خيفة) أي: دخل في نفسه منهم خيفة. وفي التفسير: أن السبب في ذلك أن الرجل كان إذا طرقه ضيف فقدّم إليه شيئا وأكله أمِن منه، وإن لم يأكل خاف شره...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

فلما استمروا على ترك الأكل {أوجس منهم خيفة}. والوجيس: تحسيس النفس وخواطرها في الحذر. وذلك أن أكل الضيف أمنة ودليل على انبساط نفسه، والطعام حرمة و ذمام، والامتناع منه وحشة. فخشي إبراهيم عليه السلام أن امتناعهم من أكل طعامه إنما هو لشر يريدونه، فقالوا له: {لا تخف} وعرفوه أنهم ملائكة. ويروى أنه إنما عرف كونهم ملائكة استدلالاً من بشارتهم إياه بغيب.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{عليم} أي مجبول جبلة مهيأة للعلم ولا يموت حتى يظهر علمه بالفعل في أوانه.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

الفاء في {فأوجس منهم خيفة} فصيحة لإفصاحها عن جملة مقدرة يقتضيها ربط المعنى، أي فلم يأكلوا فأوجس منهم خيفة...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{قَالُواْ لاَ تَخَفْ} فلسنا بشراً لنأكل كما يأكل البشر، بل نحن من الملائكة المرسلين إليك من قبل الله، {وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلَيمٍ} فزال خوفه منهم، وتقبَّل البشارة بوعي رسوليّ إيمانيّ مؤمن بقدرة الله، أما امرأته، فقد هزتها المفاجأة بشدة، لأنها لم تكن تنتظر هذا الحدث.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةٗۖ قَالُواْ لَا تَخَفۡۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ} (28)

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةٗۖ قَالُواْ لَا تَخَفۡۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ} (28)

ولما كان كأنه قيل : فلم يأكلوا ، سبب عنه قوله : { فأوجس } أي أضمر إضمار الحال في جميع-{[61381]} سره { منهم خيفة } لأجل إنكاره عدم أكلهم فإنه لما رأى إعراضهم{[61382]} عن الطعام ذهب وهمه في سبب إتيانهم إليه كل مذهب { قالوا } مؤنسين له : { لا تخف } وأعلموه بأنهم رسل الله { وبشروه بغلام } على شيخوخته ويأس امرأته بالطعن في السن بعد عقمها ، وهو إسحاق عليه السلام . ولما كان السياق لخفاء الأسباب كان في الذروة وصفه بقوله : { عليم * } أي مجبول جبلة مهيأة للعلم ولا يموت حتى يظهر علمه بالفعل في أوانه .


[61381]:زيد من مد.
[61382]:زيد في مد: عن الأكل، ولم تكن الزيادة في مد فحذفناها.