الآية 28 وقوله تعالى : { فأوجس منهم خيفةً } لما ذكرنا .
قوله تعالى : { قالوا لا تخف } لذلك أُرسلنا ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وبشّروه بغلام عليم } يحتمل قوله : { عليم } وجهين :
أحدهما : أي بشّروه بغلام ، يصير عليما إذا كَبِر .
والثاني : { وبشّروه بغلام } بولد { عليم } يُؤتيه الله تعالى علما في بطن أمه ، أو إذا وُلد [ يؤتيه علما ]{[19903]} في صغره . ولله أن يُؤتيَ العلم من يشاء في حال الصِّغر والكِبر .
ألا ترى أنه قال : عز وجل في عيسى عليه السلام : { وآتيناه الحُكم صبيًّا } ؟ [ مريم : 12 ] .
فعلى ذلك الغلام ، هو إسحاق عليه السلام لأنه بيّن في آية أخرى في من كانت البشارة حين{[19904]} قال : { وبشّرناه بإسحاق } [ الصافات : 112 ] دلّ أن البِشارة إنما كانت بإسحاق .
ثم ذكر في سورة هود عليه السلام البشارة لامرأته حين{[19905]} قال : { فبشّرناها بإسحاق } [ الآية : 71 ] وذكر في هذه السورة البشارة لإبراهيم عليه السلام بقوله : { وبشّروه بغلام عليم } [ الذاريات : 28 ] .
لكن جائز أنه لما بشّرها بالولد بشّرها بالولد منه ، وإذا بشّروا{[19906]} إبراهيم عليه السلام بالولد [ بشّروه بالولد ]{[19907]} منها . فإذا بُشّر أحدهما بالولد من الآخر فتكون البشارة لهما جميعا ، والله أعلم .
قال أبو بكر الأصمّ : دلّ قوله تعالى : { فبشّرناها بإسحاق } إلى أن قال : { وهذا بعلي شيخا } [ هود : 71 و72 ] أن إسحاق كان أكبر من إسماعيل لأنها لما بُشّرت بالولد أخبرت{[19908]} أنها عجوز وأنها عقيم وأن بعلها شيخ . ولو كان إسماعيل هو الأول ، وكان الآخر على قُرب منه ، ليس بينهما زمان مديد ، لم يكن يبلُغ إبراهيم عليه السلام في ذلك المقدار من الوقت ما يخبر عن إياس الولد منه .
دلّ أن إسحاق ، هو المقدّم ، وأنه كان أكبر من إسماعيل عليه السلام إلا أن هذا اختلاف ما عليه أهل التأويل أن إسماعيل عليه السلام كان أكبر من إسحاق عليه السلام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.