معاني القرآن للفراء - الفراء  
{فَأَوۡجَسَ مِنۡهُمۡ خِيفَةٗۖ قَالُواْ لَا تَخَفۡۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٖ} (28)

وقوله : { وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلَيمٍ } .

إذا كبر ، وكان بعض مشيختنا يقول : إذا كان العِلْم منتظراً [ لمن ] يوصف به قلت في العليم إذا لم يعلم : إنه لعالم عن قيل وفاقِهٌ ، وفي السيد : سائد ، والكريم : كارم . والذي قال حسن ، وهذا كلام عربي حسن ، قد قاله الله في عليم ، وحليم ، وميت .

وكان المشيخة يقولون للذي لما يَمُت وسيموت : هو مائت عن قليل ، وقول الله عز وجل أصوب من قيلهم ، وقال الشاعر فيما احتجوا به :

كريم كصفو الماء ليس بباخل *** بشيء ، ولا مهد ملاما لباخل

يريد : بخيل ، فجعله باخل ؛ لأنه لم يبخل بعد .