قوله تعالى : " ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله " أي لأقروا بأن الله خلقهم بعد أن لم يكونوا شيئا . " فأنى يؤفكون " أي كيف ينقلبون عن عبادته وينصرفون حتى أشركوا به غيره رجاء شفاعتهم له . يقال : أفكه يأفكه أفكا ، أي قلبه وصرفه عن الشيء . ومنه قوله تعالى : " قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا " {[13704]} [ الأحقاف : 22 ] . وقيل : أي ولئن سألت الملائكة وعيسى " من خلقهم " لقالوا الله . " فأنى يؤفكون " أي فأنى يؤفك هؤلاء في ادعائهم إياهم آلهة .
ولما كان التقدير لتقرير وجود إلهيته في الأرض بالاجتماع : فلئن سألتهم من ينجيهم في وقت كروبهم ليقولن : الله ، ليس لمن ندعوه من دونه هناك فعل ، فقال عطفاً عليه : { ولئن سألتهم } أي الكفار { من خلقهم } أي العابدين والمعبودين معاً ، أجابوا بما يدل على عمى القلب الحقيقي المجبول عليه والمطبوع بطابع الحكمة الإلهية عليه ، ولم يصدقوا في جواب مثله بقوله : { إذ سألتهم } : { ليقولن الله } الذي له جميع صفات الكمال هو الذي خلق الكل ليس لمن يدعوه منه شيء ، ولذلك سبب عنه قوله : { فأنّى } أي كيف ومن أي جهة بعد أن أثبتوا له الخلق والأمر { يؤفكون * } أي يقلبون عن وجوه الأمور إلى أقفائها من قالب ما كائناً من كان ، فيدعون أن له شريكاً تارة بالولدية ، وتارة بغيرها ، مع ما ركز في فطرهم مما ثبت به أنه لا شريك له لأن له الخلق والأمر كله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.