نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ} (87)

ولما كان التقدير لتقرير وجود إلهيته في الأرض بالاجتماع : فلئن سألتهم من ينجيهم في وقت كروبهم ليقولن : الله ، ليس لمن ندعوه من دونه هناك فعل ، فقال عطفاً عليه : { ولئن سألتهم } أي الكفار { من خلقهم } أي العابدين والمعبودين معاً ، أجابوا بما يدل على عمى القلب الحقيقي المجبول عليه والمطبوع بطابع الحكمة الإلهية عليه ، ولم يصدقوا في جواب مثله بقوله : { إذ سألتهم } : { ليقولن الله } الذي له جميع صفات الكمال هو الذي خلق الكل ليس لمن يدعوه منه شيء ، ولذلك سبب عنه قوله : { فأنّى } أي كيف ومن أي جهة بعد أن أثبتوا له الخلق والأمر { يؤفكون * } أي يقلبون عن وجوه الأمور إلى أقفائها من قالب ما كائناً من كان ، فيدعون أن له شريكاً تارة بالولدية ، وتارة بغيرها ، مع ما ركز في فطرهم مما ثبت به أنه لا شريك له لأن له الخلق والأمر كله .