فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ} (87)

{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ الله } اللام هي الموطئة للقسم ، والمعنى : لئن سألت هؤلاء المشركين العابدين للأصنام من خلقهم أقرّوا واعترفوا بأن خالقهم الله ، ولا يقدرون على الإنكار ، ولا يستطيعون الجحود لظهور الأمر وجلائه { فأنى يُؤْفَكُونَ } أي فكيف ينقلبون عن عبادة الله إلى عبادة غيره ، وينصرفون عنها مع هذا الاعتراف ، فإن المعترف بأن الله خالقه إذا عمد إلى صنم ، أو حيوان ، وعبده مع الله ، أو عبده وحده ، فقد عبد بعض مخلوقات الله ، وفي هذا من الجهل ما لا يقادر قدره . يقال : أفكه يأفكه إفكاً : إذا قلبه ، وصرفه عن الشيء ، وقيل المعنى : ولئن سألت المسيح ، وعزيراً ، والملائكة من خلقهم ؟ ليقولنّ : الله ، فأنى يؤفك هؤلاء الكفار في اتخاذهم لها آلهة . وقيل المعنى : ولئن سألت العابدين ، والمعبودين جميعاً .