في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (36)

( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ، إنه هو السميع العليم ) . .

فالغضب قد ينزغ . وقد يلقي في الروع قلة الصبر على الإساءة . أو ضيق الصدر عن السماحة . فالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم حينئذ وقاية ، تدفع محاولاته ، لاستغلال الغضب ، والنفاذ من ثغرته .

إن خالق هذا القلب البشري ، الذي يعرف مداخله ومساربه ، ويعرف طاقته واستعداده ، ويعرف من أين يدخل الشيطان إليه ، يحوط قلب الداعية إلى الله من نزغات الغضب . أو نزغات الشيطان . مما يلقاه في طريقه مما يثير غضب الحليم .

إنه طريق شاق . طريق السير في مسارب النفس ودروبها وأشواكها وشعابها ، حتى يبلغ الداعية منها موضع التوجيه ؛ ونقطة القياد ! ! !

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (36)

{ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ . . . } أي وإن تعرض لك من الشيطان وسوسة ، تصرفك عن تلك الخصلة الشريفة فاستعذ بالله [ آية 200 الأعراف ص 292 ] .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (36)

{ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ } أي إن صرفك عن الاحتمال نزغ الشيطان { فاستعذ بالله } من شره وامض على حلمك

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (36)

" وإما ينزغنك من الشيطان نزغ " تقدم في آخر " الأعراف " {[13441]} مستوفى . " فاستعذ بالله " من كيده وشره " إنه هو السميع " لاستعاذتك " العليم " بأفعالك وأقوالك .


[13441]:راجع ج 7 ص 347 وما بعدها طبعة أولى أو ثانية.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (36)

ولما كان التقدير : فإن لقيت ذلك وأعاذك الله من الشيطان فأنت أنت ، عطف عليه قوله معبراً بأداة الشك المفهمة لجواز وقوع ذلك في الجملة ، مع العلم بأنه صلى الله عليه وسلم معصوم إشارة إلى رتبة الإنسان من حيث هو إنسان وإلى أن الشيطان يتوهم مع علمه بالعصمة أنه يقدر على ذلك فيعلق أمله به ، وكأنه لذلك أكد لأن نزغه له في محل الإنكار { وإمّا } ولما كانت وسوسة الشيطان تبعث على ما لا ينبغي ، وكان العاقل لا يفعل ما لا ينبغي إلا بالالجاء ، شبه المتعاطي له بالمنخوس الذي حمله النخس على ارتكاب ما يضر فقال : { ينزغنك } أي ينخسنك ويطعننك طعناً مفسداً فيحصل لك تألم { من الشيطان } البعيد من الرحمة المحترق باللعنة . ولما كان المقام خطراً لأن الطبع مساعد للوسواس ، جعل النزغ نفسه نازغاً إشارة إلى ذلك فقال : { نزغ } أي وسوسة تحرك نحو الموسوس من أجله وتبعث إليه بعث المنخوس إلى الجهة التي يوجه إليها ، فإن ينبعث إلى تلك الجهة بعزم عظيم { فاستعذ بالله } أي استجر بالملك الأعلى واطلب منه الدخول في عصمته مبادراً إلى ذلك حين نخس بالنزغة فإنه لا يقدر على الإعاذة منه غيره ، ولا تذر النزغة تتكرر ، بل ارجع إلى المحيط علماً وقدرة في أول الخطرة ، فإنك إن لم تخالف أول الخطرة صارت فكرة فيحصل العزم فتقع الزلة فتصير قسوة فيحصل التمادي - نبه عليه القشيري .

ولما كانت الاستعاذة هنا من الشيطان ، وكان نزغه مما يعلم لا مما يرى وكانت صفة السمع نعم ما يرى وما لا يرى ، قال مؤكداً لوقوف الجامدين مع الظواهر : { إنه هو } أي وحده { السميع } وختم بقوله : { العليم * } الذي يسمع كل مسموع من استعاذتك وغيرها ، ويعلم كل معلوم من نزغه وغيره ، فهو القادر على رد كيده ، وتوهين أمره وأيده ، وليس هو كما جعلتموه له من الأنداد الصم البكم التي لا قدرة لها على شيء أصلاً .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (36)

قوله : { وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ } يعني : إما يُلقينَّ الشيطانُ في نفسك شيئا من وساوسه لإثارة الغضب فيك وحَمْلِكَ على مقابلة الإساءة بالإساءة فالجأ إلى الله واعتصم به من خطوات الشيطان ووساوسه ونزغاته .

قوله : { إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } الله يسمع تعوذك من وسوسة الشيطان والتجاءك إليه ، وهو سبحانه يعلم بما ينزغه الشيطان في قلوب العباد وما يحدِّث به أنفُسَهم ، والله جل وعلا يعصم المستجبرين بالله المستعيذين به من همز الشيطان ومن نفخه ونفثه .

ومن لطيف ما ذكره الإمام ابن كثير رحمه الله في هذا الصدد – وهو يبين أن شيطان الجن لهو أشد بلاء وخطرا على الإنسان من شيطان الإنس – إذْ قال في تأويل هذه الآية : إن شيطان الإنس ربما ينخدع بالإحسان إليه – أي بالحيلة – وأما شيطان الجن فإنه لا حيلة للمرء فيه إذا وسوس إلا الاستعاذة بخالقه الذي سلطه عليك ، فإذا استعذت بالله والتجأت إليه كفه عنك ورد كيده ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يقول : " أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه " {[4061]} .


[4061]:تفسير الطبري ج 24 ص 75-76 وتفسير القرطبي ج 15 ص 360-363