ثم أمر سبحانه بالاستعاذة من الشيطان فقال :{ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ } النزغ شبيه النخس ، شبه به الوسوسة لأنها تبعث على الشر ، وجعل النزغ نازغا على سبيل المجاز العقلي ، كقولهم جد جده ، أو أريد : وإما ينزغنك نازغ وصفا للشيطان بالمصدر ، أو لتسويله ، والمعنى : وإن صرفك الشيطان عن شيء مما شرعه الله لك أو عن الدفع بالتي هي أحسن { فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ } من شره وامض على حلمك ولا تطعه .
وجملة . { إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } تعليل لما قبلها ، أي السميع لكل ما يسمع ، ومنه استعاذتك ، والعليم بكل ما يعلم ومنه فعلك وأحوالك ، ومن كان كذلك فهو يعيذ من استعاذ به ، وقال هنا بزيادة هو وأل ، وفي الأعراف بدونهما ، لأن ما هنا متصل بمؤكد بالتكرار وبالحصر ، فناسب التأكيد بما ذكر ، وما في الأعراف خلي عن ذلك ، فجرى على القياس من كون المسند إليه معرفة والمسند نكرة .
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن سليمان بن صرد قال : استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد غضب أحدهما ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الغضب : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فقال الرجل : أمجنون تراني فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.