السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (36)

وقوله تعالى : { وإما } فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة { ينزغنك من الشيطان نزغ } قال الزمخشري : النزغ والنسغ بمعنى واحد وهو شبيه النخس ، والشيطان ينزغ الإنسان كأنه ينخسه فيبعثه على ما لا ينبغي ، وجعل النزغ نازغاً كما قيل : جد جده أو أريد وإما ينزغنك نازغ وصفاً للشيطان بالمصدر أو تسويله ، والمعنى : وإن صرفك الشيطان عما وصيت به من الدفع بالتي هي أحسن { فاستعذ بالله } أي : استجر بالملك الأعلى من شر الشيطان واطلب من الله الدخول في عصمته مبادراً إلى ذلك وامض على شأنك ولا تطعه وتوكل على الله تعالى { إنه هو } أي : وحده { السميع } أي : لكل مسموع من استعاذتك وغيرها { العليم } أي : بكل معلوم من نزغه وغيره فهو القادر على رد كيده وتوهين أمره .