في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (5)

ثم جاءت النبوءة الصادقة الخاصة بغلبة الروم في بضع سنين . وقد روى ابن جرير - بإسناده - عن عبد الله ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : كانت فارس ظاهرة على الروم . وكان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم ؛ و كان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس ، لأنهم أهل كتاب ، وهم أقرب إلى دينهم . فلما نزلت : الم . غلبت الروم في أدنى الأرض ، وهم من بعد غلبهم سيغلبون ، في بضع سنين . قالوا : يا أبا بكر . إن صاحبك يقول : إن الروم تظهر على فارس في بضع سنين . قال : صدق . قالوا : هل لك أن نقامرك ? فبايعوه على أربع قلائص إلى سبع سنين . فمضت السبع ولم يكن شيء . ففرح المشركون بذلك ، فشق على المسلمين فذكر ذلك للنبي [ صلى الله عليه وسلم ] فقال : " ما بضع سنين عندكم ? " قالوا : دون العشر . قال : " اذهب فزايدهم وازدد سنتين في الأجل " . قال : فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس . ففرح المؤمنون بذلك .

وقد وردت في هذا الحادث روايات كثيرة اخترنا منها رواية الإمام ابن جرير . وقبل أن نتجاوز الحادث إلى ما وراءه في السورة من التوجيهات نحب أن نقف أمام بعض إيحاءاته القوية .

وأول هذه الإيحاءات ذلك الترابط بين الشرك والكفر في كل مكان وزمان أمام دعوة التوحيد والإيمان . ومع أن الدول قديما لم تكن شديدة الاتصال ، والأمم لم تكن وثيقة الاربتاط كما هو الشأن في عصرنا الحاضر . مع هذا فإن المشركين في مكة كانوا يحسون أن انتصار المشركين في أي مكان على أهل الكتاب هو انتصار لهم ؛ وكان المسلمون كذلك يحسون أن هناك ما يربطهم بأهل الكتاب ، وكان يسوءهم أن ينتصر المشركون في أي مكان ؛ وكانوا يدركون أن دعوتهم وأن قضيتهم ليست في عزلة عما يجري في أنحاء العالم من حولهم ، ويؤثر في قضية الكفر والإيمان .

وهذه الحقيقة البارزة هي التي يغفل عنها الكثيرون من أهل زماننا ؛ ولا ينتبهون إليها كما انتبه المسلمون والمشركون في عصر رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] . منذ حوالي أربعة عشر قرنا . ومن ثم ينحصرون داخل حدود جغرافية أو جنسية ؛ ولا يدركون أن القضية في حقيقتها هي قضية الكفر والإيمان ؛ وأن المعركة في صميمها هي المعركة بين حزب الله وحزب الشيطان .

وما أحوج المسلمين اليوم في جميع بقاع الأرض أن يدركوا طبيعة المعركة ، وحقيقة القضية ؛ فلا تلهيهم عنها تلك الأعلام الزائفة التي تتستر بها أحزاب الشرك والكفر ، فإنهم لا يحاربون المسلمين إلا على العقيدة ، مهما تنوعت العلل والأسباب .

والإيحاء الآخر هو تلك الثقة المطلقة في وعد الله ، كما تبدو في قولة أبي بكر - رضي الله عنه - في غير تلعثم ولا تردد ، والمشركون يعجبونه من قول صاحبه ؛ فما يزيد على أن يقول : صدق . ويراهنونه فيراهن وهو واثق . ثم يتحقق وعد الله ، في الأجل الذي حدده : ( في بضع سنين ) . . وهذه الثقة المطلقة على هذا النحو الرائع هي التي ملأت قلوب المسلمين قوة ويقينا وثباتا في وجه العقبات والآلام والمحن ، حتى تمت كلمة الله وحق وعد الله . وهي عدة كل ذي عقيدة في الجهاد الشاق الطويل .

والإيحاء الثالث هو في تلك الجملة المعترضة في مساق الخبر ، من قول الله سبحانه : ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) . . والمسارعة برد الأمر كله لله . في هذا الحادث وفي سواه . وتقرير هذه الحقيقة الكلية ، لتكون ميزان الموقف وميزان كل موقف . فالنصر والهزيمة ، وظهور الدول ودثورها ، وضعفها وقوتها . شأنه شأن سائر ما يقع في هذا الكون من أحداث ومن أحوال ، مرده كله إلى الله ، يصرفه كيف شاء ، وفق حكمته ووفق مراده . وما الأحداث والأحوال إلا آثار لهذه الإرادة المطلقة ، التي ليس لأحد عليها من سلطان ؛ ولا يدري أحد ما وراءها من الحكمة ؛ ولا يعرف مصادرها ومواردها إلا الله . و إذن فالتسليم والاستسلام هو أقصى ما يملكه البشر أمام الأحوال والأحداث التي يجريها الله وفق قدر مرسوم .

( ألم . غلبت الروم في أدنى الأرض . وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين ) . .

( لله الأمر من قبل ومن بعد ) . .

( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) . .

ولقد صدق وعد الله ، وفرح المؤمنون بنصر الله .

( ينصر من يشاء ، وهو العزيز الرحيم ) . .

فالأمر له من قبل ومن بعد . وهو ينصر من يشاء . لا مقيد لمشيئته سبحانه . والمشيئة التي تريد النتيجة هي ذاتها التي تيسر الأسباب . فلا تعارض بين تعليق النصر بالمشيئة ووجود الأسباب . والنواميس التي تصرف هذا الوجود كله صادرة عن المشيئة الطليقة . وقد أرادت هذه المشيئة أن تكون هناك سنن لا تتخلف ؛ وأن تكون هناك نظم لها استقرار وثبات . والنصر والهزيمة أحوال تنشأ عن مؤثرات ، وفق تلك السنن التي اقتضتها تلك المشيئة الطليقة .

والعقيدة الإسلامية واضحة ومنطقية في هذا المجال . فهي ترد الأمر كله إلى الله . ولكنها لا تعفي البشر من الأخذ بالأسباب الطبيعية التي من شأنها أن تظهر النتائج إلى عالم الشهادة والواقع . أما أن تتحقق تلك النتائج فعلا أو لا تتحقق فليس داخلا في التكليف ، لأن مرد ذلك في النهاية إلى تدبير الله . ولقد ترك الأعرابي ناقته طليقة على باب مسجد رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ودخل يصلي قائلا : توكلت على الله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اعقلها وتوكل " . فالتوكل في العقيدة الإسلامية مقيد بالأخذ بالأسباب ، ورد الأمر بعد ذلك إلى الله .

( ينصر من يشاء ، وهو العزيز الرحيم ) . .

فهذا النصر محفوف بظلال القدرة القادرة التي تنشئه وتظهره في عالم الواقع ؛ وبظلال الرحمة التي تحقق به مصالح الناس ؛ وتجعل منه رحمة للمنصورين والمغلوبين سواء . ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض )وصلاح الأرض رحمة للمنتصرين والمهزومين في نهاية المطاف .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (5)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{بنصر الله ينصر من يشاء} فنصر الله عز وجل الروم على فارس، ونصر المؤمنين على المشركين يوم بدر.

{وهو العزيز} يعني المنيع في ملكه {الرحيم} بالمؤمنين حين نصرهم...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{بنصر الله ينصر من يشاء} فرح المؤمنون بنصر الله حين نصر رسوله بإظهار الآية له في إثبات الرسالة والنبوة.

{وهو العزيز الرحيم} ذكر العزيز على إثر ما سبق لأنه عزيز بذاته. فهلاك من هلك من عبيده لا يوجب وهنا ولا نقصا في ملكه وسلطانه، ليس كهلاك بعض عبيد ملوك الأرض وأتباعهم وحشمهم، لأن ملوك الأرض أعزاء بذلك، فإذا هلك ذلك ذهب عزهم. فأما سبحانه وتعالى، إذ هو عزيز بذاته لا بشيء، فهلاك من هلك من عبيده لا يوجب نقصا ولا ذلا فيه...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{بِنَصْرِ اللَّهِ} يعني من أوليائه لأن نصره مختص بغلبة أوليائه لأعدائه فأما غلبة أعدائه لأوليائه فليس بنصر وإنما هو ابتلاء.

{وَهُوَ الْعَزِيزُ} في نقمته {الرَّحِيمُ} لأهل طاعته...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ثم بين بماذا يفرحون، فقال "بنصر الله ينصر من يشاء من عباده وهو العزيز "في انتقامه من أعدائه "الرحيم" إلى من أناب اليه من خلقه...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

ثم قال تعالى: {وهو العزيز الرحيم} ذكر من أسمائه هذين الاسمين، لأنه إن لم ينصر المحب بل سلط العدو عليه فذلك لعزته وعدم افتقاره، وإن نصر المحب فذلك لرحمته عليه، أو نقول إن نصر الله المحب فلعزته واستغنائه عن العدو ورحمته على المحب، وإن لم ينصر المحب فلعزته واستغنائه عن المحب ورحمته في الآخرة واصلة إليه...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{بنصر الله} أي الذي لا رادّ لأمره، لأهل الكتاب عامة، نصرهم على المشركين في غزوة بدر وهو المقصود بالذات، ونصر الروم على فارس لتصديق موعود الله ونصر من سيصير من أهل الكتاب الخاتم من مشركي العرب على الفرس في وقعة ذي قار، فقد وقع الفرح بالنصر الذي ينبغي إضافته إلى الله تعالى وهو نصر أهل الدين الصحيح أصلاً وحالاً ومآلاً.

وسوق الكلام على هذا الوجه الذي يحتمل الثلاثة من بدائع الإعجاز، ولما كان هذا السياق لبشارة المؤمنين قال: {الرحيم} أي يخص حزبه بما ينيلهم قربه من الأخلاق الزكية، والأعمال المرضية.

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود 982 هـ :

{وَهُوَ العزيز} المبالغُ في العزَّةِ والغَلَبةِ فلا يُعجزه مَن يشاءُ أنْ ينصرَ عليهِ كائناً مَن كان {الرحيم} المبالغ في الرَّحمةِ فينصرُ من يشاءُ أنْ ينصرَه أيَّ فريقٍ كان...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وأضيف النصر إلى اسم الجلالة للتنويه بذلك النصر وأنه عناية لأجل المسلمين. وجملة {ينصر من يشاء} تذييل لأن النصر المذكور فيها عامّ بعموم مفعوله وهو {من يشاء} فكل منصور داخل في هذا العموم، أي من يشاء نصره لحِكَم يعلمها، فالمشيئة هي الإرادة، أي: ينصر من يريد نصره، وإرادته تعالى لا يُسأل عنها، ولذلك عُقب بقوله {وَهُوَ العَزِيزُ} فإن العزيز المطلق هو الذي يغلب كل مغالب له، وعقبه ب {الرَّحِيم} للإشارة إلى أن عزّته تعالى لا تخلو من رحمة بعباده ولولا رحمته لما أدال للمغلوب دولة على غالبه مع أنه تعالى هو الذي أراد غلبة الغالب الأول، فكان الأمر الأول بعزته والأمر الثاني برحمته للمغلوب المنكوب وترتيب الصفتين العليتين منظور فيه لمقابلة كل صفة منهما بالذي يناسب ذكره من الغلبين، فالمراد رحمته في الدنيا...

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

"ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله": أي نصر الذي يفرح به المؤمنون؟ أيفرحون لانتصار الروم على الفرس؟

قالوا: بل الفرح هنا دوائر متشابكة ومتعالية، فهم أولا يفرحون لانتصار أهل دين وأهل كتاب على كفار وملاحدة، ويفرحون أن بشرى رسول الله تحققت، ويفرحون لأنهم آمنوا برسول الله، وصدقوه قبل أن ينطق بهذه البشرى. إنهم يفرحون لأنهم أصابوا الحق، فكلما جاءت آية فرح كل منهم بنفسه؛ لأنه كان محقا حينما آمن بالإله الواحد الذي يعلم الأمور على وفق ما ستكون واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم، إذن: لا تقصر هذه الفرحة على شيء واحد، إنما عدها إلى أمور كثيرة متداخلة. كما أن اليوم الذي انتصر فيه الروم صادف اليوم الذي انتصر فيه المسلمون في بدر.

ينصر من يشاء: الفرس أو الروم، ما دام أن له الأمر من قبل ومن بعد

"وهو العزيز الرحيم" الحق سبحانه وصف نفسه بهاتين الصفتين: العزيز الرحيم، مع أن العزيز هو الذي يغلب ولا يغلب، فقاهريته سبحانه عالية في هذه الصفة- ومع ذلك أتبعها بصفة الرحمة ليحدث في نفس المؤمن هذا التوازن بين صفتي القهر والغلبة وبين صفة الرحمة. كما أننا نفهم من صفة العزة هنا أنه لا يحدث شيء إلا بمراده تعالى، فحين ينتصر طرف وينهزم طرف آخر حتى لو انتصر الباطل لا يتم ذلك إلا لمراده تعالى؛ لأن الله تعالى لا يبقي الباطل ولا يعلي الكفر إلا ليظهر الحق... واقرأ قوله تعالى: {وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا} (التوبة 40) ولم يقل: وجعل كلمة الله هي العليا؛ لأنها ليست جعلا لأن الجعل تحويل شيء إلى شيء، أما كلمة الله فهي العليا بداية ودائما، وإن علت كلمة الباطل إلى حين.

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{بِنَصۡرِ ٱللَّهِۚ يَنصُرُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (5)

{ بنصر الله } أي الذي لا رادّ لأمره ، لأهل الكتاب عامة ، نصرهم على المشركين في غزوة بدر وهو المقصود بالذات ، ونصر الروم على فارس لتصديق موعود الله ونصر من سيصير من أهل الكتاب الخاتم من مشركي العرب على الفرس في وقعة ذي قار ، فقد{[52496]} وقع الفرح بالنصر الذي ينبغي إضافته إلى الله تعالى وهو {[52497]}نصر أهل الدين الصحيح أصلاً وحالاً ومآلاً ، وسوق الكلام على هذا الوجه الذي يحتمل الثلاثة من بدائع الإعجاز ، وسبب وقعة ذي قار أنه كان أبرويز هذا - الذي غلب الروم ثم غلبته{[52498]} الروم - قد غضب على النعمان بن المنذر ملك العرب ، فأتى النعمان هذا هانىء بن مسعود بن عامر الشيباني ، فاستودعه ماله وأهله وولده{[52499]} - وألف شكة ، أو {[52500]}أربعة آلاف{[52501]} شكة - والشكة بكسر المعجمة وتشديد الكاف : السلاح كله{[52502]} - ووضع وضائع عند أحياء العرب ثم هرب فأتى {[52503]}طيئاً لصهره{[52504]} فيهم ، وكانت عنده فرعة{[52505]} بنت سعيد{[52506]} بن حارثة بن لأم وزينب بنت{[52507]} أوس بن حارثة بن لأم ، فأبوا أن يدخلوه{[52508]} حبلهم وأتته بنو رواحة بن ربيعة{[52509]} بن عبس فقالوا له : أبيت اللعن ! أقم{[52510]} عندنا {[52511]}فإنا مانعوك مما نمنع{[52512]} منه أنفسنا ، فقال : ما أحب أن تهلكوا بسببي فجزيتم خيراً ، ثم خرج حتى وضع يده في يد كسرى فحبسه{[52513]} بساباط ، وقال ابن مسكويه : بخانقين{[52514]} ، فلم يزل في السجن حتى وقع الطاعون فمات فيه ، قال : والناس يظنون أنه مات بساباط ، والصحيح ما حكيناه .

فلما مات النعمان جعلت بكر بن وائل تغير في السواد ، فغضب من ذلك كسرى ، ثم بعث إلى هانىء بن مسعود يقول له : إن{[52515]} النعمان إنما كان عاملي ، وقد استودعك ماله وأهله وحلقته{[52516]} فابعث إليّ بها ولا

تكلفني{[52517]} أن أبعث إليك وإلى قومك بالجنود فتقتل المقاتلة وتسبي الذراري{[52518]} ، فبعث إليه هانىء أن الذي بلغك باطل ، وما عندي شيء ، وإن يكن الأمر كما قيل فإنما أنا أحد الرجلين : إما رجل استودع أمانة فهو حقيق أن يردها على{[52519]} من استودعها ولن{[52520]} يسلم الحر أمانته ، أو رجل مكذوب عليه وليس ينبغي{[52521]} للملك أن يأخذه بقول عدو أو حاسد . وكانت الأعاجم لهم قوة وحلم ، وكانوا قد سمعوا ببعض حلم العرب ، وأن الملك كائن{[52522]} فيهم ، فلما ورد عليه كتاب هانىء بهذا حملته الشفقة أن يكون ذلك قد اقترب على أن خرج بنفسه ، فأقبل حتى قطع الفرات فنزل غمر بني مقاتل ، وقد أحنقه ما صنعت بكر بن وائل في السواد ومنع{[52523]} هانىء إياه ما منعه ، ودعا كسرى إياس بن قبيصة الطائي وكان عامله على عين التمر وما والاها ، فاستشاره في الغارة على بكر بن وائل فقال له{[52524]} إياس : إن الملك لا يصلح أن يعصيه أحد من رعيته ، وإن تطعني لم يعلم أحد لأي شيء عبرت {[52525]}وقطعت{[52526]} الفرات ، فيرون أن أمر العرب قد كربك ، ولكن ترجع وتضرب عنهم{[52527]} وتبعث{[52528]} عليهم العيون حتى ترى منهم غرة ثم ترسل حينئذ كتيبة من العجم فيها بعض القبائل التي تليهم فيوقعون بهم وقعة الدهر ، ويأتونك بطلبك{[52529]} ، فقال له كسرى : أنت رجل من العرب وبكر بن وائل أخوالك ، فأنت تتعصب لهم لا تألوهم نصحاً ، فقال إياس : الملك أفضل رأياً ، فقام عمر بن عدي بن زيد العبادي{[52530]} وكان كاتبه وترجمانه بالعربية في أمور العرب فقال : قم أيها الملك وابعث إليهم بالجنود يكفوك ! وقام إليه{[52531]} النعمان بن زرعة من ولد السفاح الثعلبي فقال له : أيها الملك ! إن{[52532]} هذا الحي من{[52533]} بكر بن وائل إذا قاظوا{[52534]} تهافتوا على ماء لهم يقال له : ذو قار ، تهافت الفراش في النار ، فعقد لنعمان بن زرعة على تغلب والنمر ، وعقد لخالد بن يزيد البهراني على قضاعة وأياد وعقد{[52535]} لإياس بن قبيصة على جميع العرب ، ومعه كتيبتاه الشهباء و{[52536]} الدوسر ، فكانت العرب ثلاثة آلاف ، وعقد للهامرز على ألف من الأساورة ، وعقد لخيارزين{[52537]} على ألف{[52538]} ، وبعث معهم باللطيمة وهي عير كانت تخرج من العراق فيها البن{[52539]} والعطر والألطاف ، توصل ذلك إلى باذان عامل كسرى على اليمن ، وقال : إذا فرغتم من عدوكم فسيروا بها إلى اليمن ، وأمر عمرو بن عدي أن يسير بها ، وكانت العرب تحقرهم حتى تبلغ اللطيمة اليمن ، وعهد كسرى إليهم إذا شارفوا بلاد بكر بن وائل أن يبعثوا إليهم النعمان بن زرعة ، فإن أتوكم بالحلقة{[52540]} ومائة غلام منهم يكونون رهناً بما{[52541]} أحدث سفهاؤهم{[52542]} فاقبلوا منهم وإلا{[52543]} فقاتلوهم .

فلما بلغ الخبر بكر بن وائل سار هانىء بن مسعود حتى نزل بذي قار ، وأقبل النعمان بن زرعة حتى نزل على ابن أخته مرة بن عبد الله العجلي ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إنكم أخوالي وأحد طرفي ، وإن الرائد لا يكذب أهله ، وقد أتاكم ما لا قبل لكم به من أحرار فارس وفرسان العرب والكتيبتان الشهباء{[52544]} والدوسر ، و{[52545]}

إن في الشر خياراً ، {[52546]}ولأن{[52547]} يفدي بعضكم بعضاً{[52548]} خير من أن تصطلموا ، انظروا هذه الحلقة فادفعوها{[52549]} وادفعوا معها رهناً من أبنائكم إليه بما أحدث سفهاؤكم{[52550]} ، فقال له القوم : ننظر في أمورنا ، وبعثوا إلى{[52551]} من يليهم من بكر بن وائل وبرزوا ببطحاء ذي قار بين {[52552]}الجلهتين - وجلهة{[52553]} الوادي : مقدمه ، مثل جلهة{[52554]} الرأس إذا ذهب شعره - وجعلت بكر بن وائل حين بعثوا إلى من حولهم من قبائل بكر لا ترفع لهم جماعة إلا قالوا : سيدنا في هذه الجماعة ، إلى أن رفعت لهم جماعة فيها حنظلة بن ثعلبة بن سنان {[52555]}العجلي{[52556]} فقالوا : يا أبا معدان لقد طال انتظارنا وقد كرهنا أن نقطع أمراً دونك ، وهذا ابن أختك النعمان بن زرعة قد جاء والرائد لا يكذب أهله ، قال : فما الذي أجمع رأيكم عليه ؟ قالوا : قلنا اللحي أهون من الوهي ، وإن في الشر خياراً ، ولأن نفدي بعضنا بعضاً خير من أن نصطلم جميعاً ، فقال حنظلة : قبح{[52557]} الله هذا رأياً ، لا تجر{[52558]} أحرار فارس غزلها ببطحاء ذي قار وأنا أسمع صوتاً ، ثم أمر بقبته فضربت بوادي ذي قار {[52559]}ونزل{[52560]}ونزل الناس فأطافوا به ثم قال لهانىء بن مسعود : يا أبا أمامة ! إن ذمتكم ذمتنا عامة ، وأنه لن يوصل إليك حتى تفنى أرواحنا ، فأخرج هذه الحلقة ففرقها بين قومك ، فإن تظفر فسترد عليك ، وإن تهلك فأهون مفقود{[52561]} ، فأمر بها فأخرجت ففرقها بينهم ، ثم قال حنظلة للنعمان{[52562]} : لولا أنك رسول لما أبت إلى أهلك سالماً ، فرجع النعمان إلى أصحابه ، فأخبرهم فباتوا ليلتهم يستعدون للقتال ، وبات بكر بن وائل يستعدون للحرب ، فلما أصبحوا أقبلت الأعاجم نحوهم وأمر حنظلة بالظعن جميعاً فوقفها خلف الناس ثم قال : يا معشر بني بكر بن وائل ! قاتلوا عن ظعنكم أو دعوا ، وأقبلت الأعاجم يسيرون إلى تعبئة ، وكان ربيعة بن غزالة السكوتي ثم التجيبي يومئذ هو وقومه نزولاً في بني شيبان فقال{[52563]} : يا بني شيبان{[52564]} ! أما إني لو كنت منكم لأشرت عليكم برأي مثل عروة العلم قالوا : وأنت والله من أوسطنا ، أشر علينا ، قال : لا تستهدفوا هذه{[52565]} الأعاجم فتهلككم بنشابها ، ولكن تكردسوا لهم كراديس فيشد{[52566]} عليهم كردوس ، فإذا أقبلوا عليه شد الآخر ، قالوا : فإنك قد رأيت رأياً ، ففعلوا ، فلما التقى الزحفان وتقارب القوم قام حنظلة بن ثعلبة فقال : يا معشر بكر بن وائل ! إن النشاب الذي مع الأعاجم يعرفكم{[52567]} ، فإذا أرسلوه لم يُخْطِكُمْ ، فعاجلوهم اللقاء وابدأوهم ، ثم قام هانىء بن مسعود فقال : يا قوم ! مهلك معذور خير من منجى مفرور ، إن الحذر لا يدفع القدر ، وإن الصبر من أسباب الظفر ، المنية ولا الدنية ، واستقبال الموت خير من استدباره ، ياقوم : جدوا ، فما من القوم بد فتح لو كان له رجال أجد{[52568]} ، أسمع صوتاً ولا أرى فوتاً ، يا لبكر ! شدوا واستعدوا ، فإن{[52569]} لا تشدوا تردوا ، ثم قام شريك بن عمرو بن شراحيل فقال : ياقوم ! إنما تهابونهم أنكم ترونهم عند الحفاظ أكثر منكم ، وكذلك أنتم في عيونهم فعليكم بالصبر ، فإن الأسنة تردي الأعنة ، يا لبكر ! قدماً قدماً ، ثم قام عمرو بن جبلة اليشكري{[52570]} فقال :

يا قوم {[52571]}لا تغرركم هذي{[52572]} الخرق *** ولا وميض{[52573]} البيض في شمس برق{[52574]}

من لم يقاتل منكم هذي{[52575]} العنق *** فجنبوه اللحم{[52576]} واسقوه المرق

ثم قام حنظلة بن ثعلبة إلى ( وضين ) امرأته فقطعه{[52577]} ثم تتبع الظعن يقطع {[52578]} وضنهن ، لئلا يفر عنهن الرجال ، والوضين : بطان الناقة فسمي يومئذ : مقطع الوضن . وقال ابن مسكوية : إنه لما قطع الوضن{[52579]} وقع النساء إلى الأرض وإن بنت القرين الشيبانية نادت :{[52580]}ويها بني شيبان{[52581]} صفاً بعد صف ***

إن تهزموا يصبّغوا{[52582]} فينا القلف ***

فقطع سبعمائة من بني شيبان{[52583]} أيدي{[52584]} أقبيتهم من قبل مناكبهم لتخف أيديهم بالضرب ، وتقدمت عجل فأبلت يومئذ بلاء حسناً ، واضطمت عليهم {[52585]}جنود العجم{[52586]} فقال الناس : هلكت عجل ، ثم حملت بكر فوجدت عجلاً ثابتة تقاتل وامرأة{[52587]} منهم تقول{[52588]} :إن يظفروا يحرزوا فينا الغرل *** فدى لكم نفسي فدى بني عجل{[52589]}

وتقول أيضاً :إن تقدموا{[52590]} نعانق *** ونفرش{[52591]} النمارق

أو تهربوا نفارق *** فراق غير وامق{[52592]}

فكانت بنو عجل في الميمنة بإزاء خيارزين وبنو شيبان{[52593]} في الميسرة بإزاء كتيبة الهامرز ، وأفناء{[52594]} بكر بن وائل في القلب فخرج أسوار من الأعاجم مسور مشنف في أذنيه درتان ، من كتيبة الهامرز يتحدى الناس للبراز ، فنادى في بني شيبان فلم يبارزه أحد حتى {[52595]}إذا دنا{[52596]} من بني يشكر برز له برد بن حارثة أخو بني ثعلبة فشد عليه بالرمح فطعنه فدق صلبه وأخذ حليته وسلاحه ، وقال ابن مسكويه{[52597]} : ونادى الهامرز لما رأى جد القوم وثباتهم للحرب وصبرهم للموت مرد ومرد ، فقال برد بن حارثة اليشكري : ما يقول ؟ قيل : يدعو إلى البراز ! يقول : رجل ورجل ! فقال : وأبيكم لقد أنصف ، وبرز له فلم يلبث{[52598]} برد أن تمكن{[52599]} من الهامرز فقتله . وقال ابن مكرم{[52600]} في اختصاره للأغاني : ثم اقتتلوا صدر نهارهم أشد قتال رآه{[52601]} الناس إلى أن زالت الشمس ، فشد الحوقران واسمه الحارث ابن شريك على{[52602]} الهامرز فقتله وقتلت بنو عجل{[52603]} خيارزين ، وضرب الله وجوه الفرس فانهزموا ، وتبعتهم{[52604]} بكر بن وائل يقتلونهم بقية يومهم حتى أصبحوا من الغد وقد شارفوا السواد ودخلوه{[52605]} فلم يلفت منهم كبير{[52606]} أحد ، وأقبلت بكر بن وائل على الغنائم فقسموها بينهم ، وقسموا تلك اللطائم بين نسائهم ، وكان أول من انصرف إلى كسرى بالهزيمة إياس بن قبيصة ، وكان لا يأتيه أحد بهزيمة جيش إلا نزع كتفيه ، فلما أتاه إياس سأله عن الخبر فقال : هزمنا بكر بن وائل ، وأتيناك بنسائهم ، فأعجب ذلك كسرى ، وأمر له بكسوة ، ثم إن إياساً استأذنه عند ذلك فقال : إن أخي مريض بعين التمر ، فأردت أن آتيه ، وإنما أراد أن ينتحي عنه ، فإذن له ، ثم أتى رجل من أهل الحيرة{[52607]} فسأل : هل دخل على الملك أحد ؟ فقالوا : نعم ! إياس ، فقال : ثكلت إياساً أمه ! وظن أنه قد{[52608]} حدثه بالخبر ، فدخل عليه فحدثه بهزيمة القوم وقتلهم ، فأمر به فنزعت كتفاه{[52609]} ؛ وكانت وقعة ذي قار بعد وقعة بدر بأشهر ورسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، فلما بلغه ذلك قال : " هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي{[52610]} نصروا " .

روى ذلك الطبراني في المعجم الكبير ، وقيل : إن الوقعة مثلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة فرفع يده ، فدعا لبني شيبان أو لجماعة{[52611]} ربيعة بالنصر ، ولم يزل يدعو لهم حتى أرى هزيمة الفرس ، وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال : " إيها بني ربيعة اللهم انصرهم " فهم إلى الآن إذا حاربوا نادوا بشعار{[52612]} النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته ، وقال قائلهم : يارسول الله ! دعوتك ، فإذا دعوا بذلك نصروا . وروى ذلك الطبراني في الكبير - قال الهيثمي{[52613]} : ورجاله رجال الصحيح غير{[52614]} خلاد بن عيسى وهو ثقة - عن{[52615]} خالد ابن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال : " قدمت بكر بن وائل مكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه : " ائتهم فاعرض عليهم ! " فأتاهم فقال : من القوم ؟ ثم عاد إليهم ثانية فقال : من القوم{[52616]} ؟ فقالوا : بنو ذهل بن شيبان ، فعرض عليهم الإسلام ، قالوا : حتى يجيء شيخنا فلان - قال خلاد : أحسبه{[52617]} قال : المثنى بن حارثة{[52618]} - فلما جاء شيخهم عرض عليهم أبو بكر رضي الله عنه ، قال : إن بيننا وبين الفرس حرباً ، فإذا فرغنا مما بيننا وبينهم عدنا{[52619]} فنظرنا ، {[52620]}فقال له أبو بكر : أرأيت إن غلبتموهم أتتبعنا على أمرنا ؟ قال : لا نشترط لك هذا علينا ولكن إذا فرغنا فيما{[52621]} بيننا وبينهم عدنا فنظرنا فيما نقول ، فلما

التقوا يوم{[52622]} ذي قار هم والفرس قال شيخهم : ما اسم الرجل الذي دعاكم إلى الله ؟ قالوا : محمد ، قال{[52623]} : فهو شعاركم ! فنصروا على القوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بي{[52624]} نصروا "

انتهى . ومن الأشعار في وقعة ذي قار قول أبي كلبة التميمي{[52625]} :لولا فوارس لا ميل ولا عزل *** من اللهازم ما قظتم{[52626]} بذي قار

إن الفوارس من {[52627]}عجل هم{[52628]} أنفوا *** بأن يخلّوا لكسرى عرصة الدار

قد{[52629]} أحسنت ذهل شيبان وما عدلت *** في يوم ذي قار فرسان ابن سيار

هم الذين أتوهم عن شمائلهم{[52630]} *** كما تلبّس وراد بصدار

وقال الأعشى :فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي *** وصاحبها{[52631]} يوم اللقاء وفلت

هم ضربوا {[52632]}بالحنو حنو قراقر{[52633]} *** مقدمة الهامرز حتى تولت

ولما أخبر بإدالة الروم بعد الإدالة عليهم مع ما دخل تحت مفهوم الآية ، وكان ربما{[52634]} قيل : ما له لم يدم نصر أهل الكتاب ؟ علل ذلك كله بقوله : { ينصر من يشاء } من ضعيف وقوي ، لأنه لا{[52635]} مانع له{[52636]} و لا يسأل عما يفعل { وهو العزيز } فلا يعز من عادى ، ولا يذل من والى ، ولما كان هذا السياق لبشارة{[52637]} المؤمنين قال : { الرحيم } أي يخص حزبه بما ينيلهم قربه من الأخلاق الزكية ، والأعمال المرضية .


[52496]:من ظ ومد، وفي الأصل: فعد.
[52497]:زيدت الواو في الأصل، ولم تكن في ظ ومد فحذفناها.
[52498]:من مد، وفي الأصل: غلبت.
[52499]:زيد من ظ ومد.
[52500]:من ظ ومد، وفي الأصل: أربع ألف.
[52501]:من ظ ومد، وفي الأصل: أربع ألف.
[52502]:سقط من ظ.
[52503]:من ظ ومد، وفي الأصل: طيب الصهرة.
[52504]:من ظ ومد، وفي الأصل: طيب الصهرة.
[52505]:في مد: قرعة، والصواب ما في الأصل وظ ـ راجع تأريخ الطبري 2/151.
[52506]:في الطبري: سعد.
[52507]:زيد من ظ ومد.
[52508]:من مد، وفي الأصل وظ: يدخلوهم.
[52509]:في الأغاني 2/125: قطيعة.
[52510]:في ظ: أقر.
[52511]:من ظ ومد، وفي الأصل: فإن نعول لا يمنع.
[52512]:من ظ ومد، وفي الأصل: فإن نعول لا يمنع.
[52513]:سقط من ظ.
[52514]:من ظ ومد، وفي الأصل: بخالقين ـ خطأ.
[52515]:زيد من ظ ومد.
[52516]:في الطبري 2/152: خلفته، وفي الأصل: الخلعة، وفي ظ ومد: الحلقة.
[52517]:زيد في ظ ومد: إلى.
[52518]:في ظ ومد: الذرية.
[52519]:زيد من مد.
[52520]:من ظ ومد، وفي الأصل: لم.
[52521]:زيد من ظ ومد.
[52522]:من ظ ومد، وفي الأصل: كان.
[52523]:من ظ ومد، وفي الأصل: مانع.
[52524]:سقط من ظ.
[52525]:من ظ ومد، وفي الأصل: وقعت ـ كذا.
[52526]:من ظ ومد، وفي الأصل: وقعت ـ كذا.
[52527]:زيد من ظ ومد.
[52528]:في ظ: بعث.
[52529]:في ظ ومد: بطلبتك.
[52530]:زيد من ظ ومد.
[52531]:سقط من ظ ومد.
[52532]:زيد من ظ ومد.
[52533]:من ظ ومد، وفي الأصل: بن.
[52534]:في ظ ومد: ماطوا ـ كذا، وما في الأصل مطابق للطبري 2/152.
[52535]:زيد من ظ ومد.
[52536]:زيد من ظ ومد.
[52537]:في الطبري: الحلابزين.
[52538]:زيد من ظ ومد.
[52539]:في ظ ومد: البز.
[52540]:في ظ: بالخلعة.
[52541]:من ظ ومد، وفي الأصل: ربما.
[52542]:من ظ ومد، وفي الأصل: سفادهم.
[52543]:في ظ ومد: لا.
[52544]:زيد من ظ ومد.
[52545]:زيد من ظ ومد.
[52546]:من ظ ومد، وفي الأصل: أن.
[52547]:من ظ ومد، وفي الأصل: أن.
[52548]:زيد من ظ ومد.
[52549]:من ظ ومد، وفي الأصل: فارفعوها.
[52550]:من ظ ومد، وفي الأصل: سفاؤكم.
[52551]:زيد من ظ ومد.
[52552]:من مد، وفي الأصل وظ: الجهلتين والجهلة.
[52553]:من مد، وفي الأصل وظ: الجهلتين والجهلة.
[52554]:من ظ ومد، وفي الأصل: جهلة.
[52555]:في الطبري 2/154: سيار.
[52556]:من ظ ومد والطبري، وفي الأصل: البجلى.
[52557]:من مد، وفي الأصل وظ: فتح.
[52558]:من ظ ومد، وفي الأصل: لا تخرج.
[52559]:سقط ما بين الرقمين من ظ ومد.
[52560]:سقط ما بين الرقمين من ظ ومد.
[52561]:من ظ ومد، وفي الأصل: بنقود.
[52562]:من ظ ومد، وفي الأصل: للنعمة.
[52563]:زيد من مد.
[52564]:زيد من م وسنضيفها إلى مراجعنا بعد صفحات.
[52565]:في ظ ومد: لهذه.
[52566]:من ظ ومد، وفي الأصل: فشد.
[52567]:من ظ ومد، وفي الأصل: نصرفكم.
[52568]:زيد من ظ ومد.
[52569]:في ظ ومد: وإن.
[52570]:من ظ ومد ومعجم الشعراء للمرزباني ص 225، وفي الأصل: اليسرى.
[52571]:من ظ ومد والمعجم، وفي الأصل: لا يغرنكم هذا.
[52572]:من ظ ومد والمعجم، وفي الأصل: لا يغرنكم هذا.
[52573]:من ظ ومد والأعلام للزركلي 5/241، وفي الأصل: وميض، وفي المعجم: وبيض.
[52574]:من المعجم، وفي الأصول: ترق.
[52575]:في المعجم: هذا.
[52576]:في المعجم: الراح.
[52577]:من ظ ومد، وفي الأصل: فقطع.
[52578]:في ظ ومد: بقطع.
[52579]:من م والطبري 2/153، وفي الأصول: الوضين.
[52580]:من ظ ومد والطبري 2/154، وفي الأصل: وبها بنو الشيبان.
[52581]:من ظ ومد والطبري 2/154، وفي الأصل: وبها بنو الشيبان.
[52582]:من الطبري، وفي الأصول: تضيعوا.
[52583]:من ظ ومد والطبري، وفي الأصل: الشيبان.
[52584]:زيد من ظ ومد والطبري.
[52585]:في ظ: الجنود.
[52586]:في ظ: الجنود.
[52587]:من ظ ومد والطبري 2/153، وفي الأصل: أمرة.
[52588]:زيد في الأصل: وتتمثل بها البيت، ولم تكن الزيادة في ظ ومد والطبري فحذفناها.
[52589]:ووقع المصراع الأخير في الطبري: إيها فداء لكم بني عجل.
[52590]:في الطبري: تهزموا.
[52591]:من ظ ومد والطبري، وفي الأصل: تمرش.
[52592]:من ظ ومد والطبري، وفي الأصل: وابق.
[52593]:زيد في ظ ومد: بما.
[52594]:من ظ ومد، وفي الأصل: أبناء.
[52595]:من ظ ومد، وفي الأصل: أدارني.
[52596]:من ظ ومد، وفي الأصل: أدارني.
[52597]:راجع الطبري 2/154.
[52598]:من ظ ومد، وفي الأصل: فلم يلبث..
[52599]:من مد، وفي الأصل وظ: يمكن.
[52600]:هز ابن منظور صاحب لسان العرب.
[52601]:من ظ ومد، وفي الأصل: راد.
[52602]:زيد من ظ ومد.
[52603]:من ظ ومد، وفي الأصل: عجيل.
[52604]:من ظ ومد، وفي الأصل: تبعهم.
[52605]:في ظ ومد: دخلوا.
[52606]:من مد، وفي الأصل: كثير، وسقط من ظ.
[52607]:من ظ ومد، وفي الأصل: الخبرة.
[52608]:سقط من ظ ومد.
[52609]:زيد من ظ ومد.
[52610]:من ظ ومد وتاريخ اليعقوبي 1/215، وفي الأصل: في.
[52611]:في ظ: الجماعة.
[52612]:من ظ ومد، وفي الأصل: شعار.
[52613]:راجع مجمع الزوائد 6/211.
[52614]:من ظ ومد والمجمع، وفي الأصل: عن.
[52615]:من ظ ومد، وفي الأصل: من.
[52616]:زيد من ظ ومد والمجمع.
[52617]:من ظ ومد والمجمع، وفي الأصل: أحبه.
[52618]:في المجمع: خارجة.
[52619]:في ظ: جئنا.
[52620]:العبارة من هنا إلى "فيما نقول" ساقطة من ظ.
[52621]:من مد والمجمع، وفي الأصل: مما.
[52622]:من ظ ومد، وفي الأصل: هم و ـ كذا.
[52623]:في الجمع: قالوا.
[52624]:من مد والمجمع، وفي الأصل وظ "و".
[52625]:زيد في ظ: قال.
[52626]:في تأريخ الطبري 2/155: ما قاظوا.
[52627]:من ظ ومد، وفي الأصل: عجلهم، والبيت مع ما يليه ليس في الطبري.
[52628]:من ظ ومد، وفي الأصل: عجلهم، والبيت مع ما يليه ليس في الطبري.
[52629]:من مد، وفي الأصل وظ: هل.
[52630]:المصراع الطبري: نحن أتيناهم من عند شمألهم.
[52631]:في الطبري: راكبها.
[52632]:من ظ ومد والطبري، وفي الأصل: بالحنو خبو فلم أقر ـ كذا.
[52633]:من ظ ومد والطبري، وفي الأصل: بالحنو خبو فلم أقر ـ كذا.
[52634]:زيد من ظ ومد.
[52635]:زيد من ظ ومد.
[52636]:سقط من ظ ومد.
[52637]:من ظ ومد، وفي الأصل: بشارة.