الكثيب : الرمل المجتمع كالتل ، جمعه كثبان وكثب وأكثبة .
مَهيلا : ينهال ويتحرك من الرياح ولا يثبت .
{ يَوْمَ تَرْجُفُ الأرض والجبال وَكَانَتِ الجبال كَثِيباً مَّهِيلاً } .
ذلك يومً القيامة ، يومَ تُزلزَلُ الأرضُ وتصير الجبال مفتتة كالرمال التي تنهالُ ولا تثبُتُ على حال ثم تُنْسَفُ نسفاً ، فلا يبقى منها شيء .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{يوم ترجف الأرض} يعني تحرك الأرض {والجبال} من الخوف {وكانت الجبال} يعني وصارت الجبال بعد القوة والشدة {كثيبا مهيلا} والمهيل الرمل الذي إذا حرك تبع بضعه بعضا.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره: إن لدينا لهؤلاء المشركين من قريش الذين يؤذونك يا محمد العقوبات التي وصفها في يوم ترجف الأرض والجبال، ورُجفان ذلك: اضطرابه بمن عليه، وذلك يوم القيامة.
"وكانَتِ الجبالُ كَثِيبا مَهِيلاً": وكانت الجبال رملاً سائلاً متناثرا، وذلك إذا حُرّك أسفله، فانهال عليه من أعلاه.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
ففيه إخبار عن شدة هول ذلك اليوم لأن الجبال من أصلب الأشياء وأشدها في نفسها. ثم يبلغ هول ذلك اليوم مبلغا لا تحتمله الجبال مع شدتها وصلابتها. فإن الإنسان الضعيف المهين أنّى يقوم لشدته وهوله، فذكرهم حال ذلك ليرتدعوا، وينتهوا عمّا هم عليه من التكذيب والضلال.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
والرجفة: الزلزلة والزعزعة الشديدة. والكثيب: الرمل المجتمع. أي: كانت مثل رمل مجتمع هيل هيلا، أي: نثر وأسيل.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والرجف: الزلزلة والاضطراب، والمراد: الرجف المتكرر المستمر، وهو الذي يكون به انفراط أجزاء الأرض وانحلالها.
والكثيب: الرمل المجتمع كالربوة، أي تصير حجارةُ الجبال دُقاقاً.
وجيء بفعل كانت في قوله: {وكانت الجبال كثيباً}، للإِشارة إلى تحقيق وقوعه حتى كأنه وقع في الماضي. ووجه مخالفته لأسلوب {ترجف} أن صيرورة الجبال كثيباً أمر عجيب غير معتاد، فلعله يستبعده السامعون وأما رجف الأرض فهو معروف، إلاّ أن هذا الرجف الموعود به أعظم ما عرف جنسه.
قوله : { يوم ترجف الأرض والجبال } يوم منصوب على الظرف . أي يجدون النكال والعذاب الأليم { يوم ترجف الأرض والجبال } وذلك يوم القيامة . ورجفان الأرض والجبال اضطرابهما اضطرابا شديدا . وذلك إذا وقعت الواقعة وجاء اليوم الموعود { وكانت الجبال كثيبا مهيلا } حينئذ تكون الجبال ككثبان الرمل المركوم بعد ما كانت حجارة صلبة صماء ثم تنسف نسفا لتصبح حبات متناثرة في الفضاء تذروها الرياح فتصير الأرض بذلك قاعا صفصفا { مهيلا } أصله مهيولا . يقال : هلت عليه التراب أهيله هيلا إذا صببته . هال الدقيق في الجراب صبّه من غير كيل . وكل شيء أرسله إرسالا من رمل أو تراب أو طعام ونحوه فقد هاله فانهال أي جرى وانصبّ{[4674]} . وقيل : هو الليّن الذي إذا مسسته تتابع . وقيل : إذا أخذت أسفله انهال . وقال ابن عباس : المهيل : الرمل السائل المتناثر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.