فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلۡأَرۡضُ وَٱلۡجِبَالُ وَكَانَتِ ٱلۡجِبَالُ كَثِيبٗا مَّهِيلًا} (14)

{ يوم ترجف الأرض والجبال } انتصاب الظرف إما بدرني أو بالاستقرار المتعلق به لدينا أو هو صفة لعذاب فيتعلق بمحذوف أي عذابا واقعا يوم ترجف ، أو متعلق بأليم ، قرأ الجمهور ترجف بفتح التاء وضم الجيم مبنيا للفاعل ، وقرئ مبنيا للمفعول مأخوذ أرجفها ، والمعنى تتحرك وتتزلزل وتضطرب بمن عليها وهو يوم القيامة ، والرجفة الزلزلة والرعدة الشديدة .

{ وكانت الجبال } أي وتكون الجبال التي هي مراسي الأرض وأوتادها { كثيبا مهيلا } وإنما عبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه ، والكثيب الرمل المجتمع من كثب الشيء إذا جمعه ، كأنه فعيل بمعنى مفعول ، والمهيل الذي يمر تحت الأرجل ، قال الواحدي : أي رملا سائلا يقال لكل شيء أرسلته إرسالا من تراب أو طعام أهلته هيلا ، قال الضحاك والكلبي : المهيل الذي إذا وطئته بالقدم زل من تحتها ، وإذا أخذت أسفله انهال . وقال ابن عباس : المهيل الذي إذا أخذت منه شيئا تبعك آخره ، وعنه قال المهيل الرمل السائل .