في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ} (2)

أيها التاركون ما تتكاثرون فيه وتتفاخرون إلى حفرة ضيقة لا تكاثر فيها ولا تفاخر . . استيقظوا وانظروا . . فقد ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ} (2)

{ زرتم المقابر } : مِتُّم ودخلتم القبور لوقتٍ محدَّد كأنه زيارة .

حتى نَسِيتم أنكم ستموتون وتُدفَنون في القبور ، وغفلتُم عن أنكم إنما تمكثون فيها وقتاً محدَّداً ، ثم تُخْرَجون منها يومَ القيامة إلى الحسابِ والجزاء .

ولذلك جاء التعبيرُ بقوله { حتى زُرْتُمُ المقابر } يعني أن دُخولكم في القبرِ أشبهُ ما يكونُ بالزِيارة ، ثم منه تُخْرَجون .

ويفهم كثيرٌ من الناس من قوله { حتى زُرْتُمُ المقابر } أنه حضٌّ على زيارة القبور ، وليس هذا هو المقصود .

وفي صحيح مسلم : قرأ النبي صلى الله عليه وسلم : ألهاكُم التكاثُر ، ثم قال : " يقولُ ابنُ آدم : مالي ومالُك . يا ابنَ آدم ، ليس لك من مالِكَ إلا ما أكلتَ فأفنيت ، أو لبستَ فأبْلَيتَ ، أو تصدَّقتَ فأمضيت ، وما سوى ذلك فذاهبٌ وتاركُه للناس " .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ} (2)

فاستمرت غفلتكم ولهوتكم [ وتشاغلكم ] { حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ } فانكشف لكم حينئذ الغطاء ، ولكن بعد ما تعذر عليكم استئنافه .

ودل قوله : { حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ } أن البرزخ دار مقصود منها النفوذ إلى الدار الباقية{[1474]} ، أن الله سماهم زائرين ، ولم يسمهم مقيمين .


[1474]:- في ب: الآخرة.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ} (2)

قوله : { حتى زرتم المقابر } يعني حتى أتاكم الموت ، وحينئذ ترون ما يحيق بكم من شديد العذاب . فما كنتم تفاخرون به الناس تركتموه وراء ظهركم لغيركم . وفي هذا روى مسلم في صحيحة عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول العبد : مالي مالي ، وإنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى ، أو لبس فأبلى ، أو تصدق فأمضى . وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس " ، وروى البخاري عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يتبع الميت ثلاثة ، فيرجع اثنان ، ويبقى معه واحد : يتبعه أهله وماله وعمله ، فيرجع أهله وماله ، ويبقى عمله " .

على أن زيارة القبور مندوب إليها ، فهي تذكّر الموت والآخرة ، وتدعو إلى الزهد في الدنيا . وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروا القبور ، فإنها تزهد في الدنيا ، وتذكّر الآخرة " ، وكفى بالموت واعظا ، فإنه هادم اللذات ، ومفرّق الجماعات ، وميتّم البنين والبنات ، على أن زيارة القبور للرجال مندوب إليها . أما زيارة النساء للقبور فمختلف في حكمها . فقد قيل بحرمتها في حق النساء ، وذلك لما رواه الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لعن الله زوّارات القبور " ، ولعل علة النهي عن زيارتهن القبور حصول الفتنة . فإذا لم يكن ثمة فتنة في زيارتهن فلا حرج عليهن في ذلك . وعلى هذا إذا انفردت النساء بالخروج عن الرجال فغابت أسباب الفتنة ، أبيح لهن الخروج .