محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ} (2)

{ حتى زرتم المقابر } أي حتى هلكتم ومتم ، وصرتم من أصحاب القبور ، فأفنيتم عمركم في الأعمال السيئة ، وما تنبهتم طول حياتكم إلى ما هو سبب سعادتكم ونجاتكم ، وزيارة القبور عبارة من الموت .

روى الزمخشري شواهد لها ، قال الشهاب : وفيها إشارة إلى تحقق البعث ؛ لأن الزائر لا بد من انصرافه

عما زاره ، ولذا قال بعض الأعراب لما سمعها : بعثوا ورب الكعبة . وقال ابن عبد العزيز : لا بد لمن زار أن يرجع إلى الجنة أو النار . وسمى بعض البلغاء المقبرة دهليز الآخرة .