التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ} (2)

سورة التكاثر

قوله تعالى { ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر }

قال البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح ، عن ابن شهاب قال : أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن لابن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون له واديان ، ولن يملأ فاه إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب " .

وقال البخاري : وقال لنا أبو الوليد : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس عن أبيّ قال : كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت { ألهاكم التكاثر } [ الصحيح 11/ 358- ك الرقاق ، ب ما يتقي من فتنة المال ح 6439-6440 ] .

وقال مسلم : حدثنا هداب بن خالد ، حدثنا همام ، حدثنا قتادة ، عن مطرف ، عن أبيه ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ " : { ألهاكم التكاثر } قال : " يقول ابن آدم : مالي . مالي . [ قال ] : وهل لك ، يا ابن آدم ! من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت " .

[ الصحيح 4/ 2273- ك الزهد والرقائق ح 2958 ]

قال أحمد : حدثنا محمد بن بكر البرساني ، حدثنا جعفر –يعني ابن برقان- قال : سمعت يزيد بن الأصم ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أخشى عليكم الفقر ، ولكن أخشى عليكم التكاثر ، وما أخشى عليكم الخطأ ، ولكن أخشى عليكم العمد " .

[ المسند 2/ 308 ] ، وأخرجه ابن حبان في [ صحيحه 8/ 16 ح 3222 ] من طريق خالد بن حيان ، والحاكم في [ المستدرك 2/ 534 ] من طريق البرساني ، كلاهما عن جعف بن برقان به ، قال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي ، وقال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ، وقد عزاه لأحمد [ مجمع الزوائد 3/ 121 ] ، وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح [ المسند بتحقيقه ، ح 8060 ] ، وحسن الأرنؤوط إسناده [ حاشية الإحسان ] .

انظر حديث أبي هريرة عند البخاري المتقدم عند الآية [ 37 ] من سورة فاطر ، وهو حديث : " أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة " .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { ألهاكم التكاثر } قال : كانوا يقولون : نحن أكثر من بني فلان ، ونحن أعد من بني فلان ، وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم ، والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم .