الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ} (2)

وقيل : كانوا يزورون المقابر فيقولون : هذا قبر فلان وهذا قبر فلان عند تفاخرهم . والمعنى : ألهاكم ذلك - وهو مما لا يعينكم ولا يجدي عليكم في دنياكم وآخرتكم - عما يعينكم من أمر الدين الذي هو أهم وأعنى من كل مهم . أو أراد ألهاكم التكاثر بالأموال والأولاد إلى أن متم وقبرتم ، منفقين أعماركم في طلب الدنيا ، والاستباق إليها ، والتهالك عليها ، إلى أن أتاكم الموت ، لا همّ لكم غيرها ، عما هو أولى بكم من السعي لعاقبتكم ، والعمل لآخرتكم . وزيارة القبور : عبارة عن الموت . قال :

لَنْ يُخْلِصَ الْعَامَ خَلِيلٌ عِشْراً *** ذَاقَ الضِّمَادَ أَوْ يَزُورَ الْقَبْرا

وقال :

زَارَ الْقُبُورَ أَبُو مَالِكٍ *** فَأَصْبَحَ أَلأمَّ زُوَّارِهَا

وقرأ ابن عباس : «أألهاكم » ؟ على الاستفهام الذي معناه التقرير .