النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ} (2)

{ حتى زُرْتُم المقابِرَ } فيه وجهان :

أحدهما : حتى أتاكم الموت فصرتم في المقابر زوّاراً ، ترجعون منها كرجوع الزائر إلى منزله ، من جنة أو نار .

الثاني : ما حكاه الكلبي وقتادة : أن حيّين من قريش ، بني عبد مناف وبني سهم ، كان بينهما ملاحاة فتعادّوا بالسادة والأشراف أيهم أكثر ، فقال بنو عبد مناف : نحن أكثر سيّداً ، وعزاً وعزيزاً ، وأعظم نفراً ، وقال بنو سهم مثل ذلك ، فكثرهم بنو{[3329]} عبد مناف ، فقال بنو سهم : إن البغي أهلكنا في الجاهلية ، فعُدّوا الأحياء والأموات ، فعدّوهم فكثرتهم بنو سهم ، فأنزل الله تعالى { ألهاكم التكاثر } يعني بالعدد { حتى زرتم المقابر } أي حتى ذكرتم الأموات في المقابر .


[3329]:ما بين المربعين سقط من الأصل، وقد أخذناه من أسباب النزول للواحدي ومن تفسير القرطبي وغيره من التفاسير.