والرادفة : ورد أنها السماء . أي أنها تردف الأرض وتتبعها في الانقلاب حيث تنشق وتتناثر كواكبها . .
كذلك ورد أن الراجفة هي الصيحة الأولى ، التي ترجف لها الأرض والجبال والأحياء جميعا ، ويصعق لها من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله .
والرادفة هي النفخة الثانية التي يصحون عليها ويحشرون [ كما جاء في سورة الزمر آية 68 ] . .
وتتبعها الرادِفةُ ، وهي النَّفخة الثانية ، فتنشقّ السماء وتَنتثِر الكواكب ويقوم الناسُ لربّ العالمين . كما قال تعالى : { وَنُفِخَ فِي الصور فَصَعِقَ مَن فِي السماوات وَمَن فِي الأرض إِلاَّ مَن شَآءَ الله ، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أخرى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } [ الزمر : 68 ] . ويكون الناس في ذلكَ اليومِ في ذهولٍ عظيم ، وخوفٍ وهلع ، كما صوّرهم الله بقوله : { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ، وَتَرَى الناس سكارى وَمَا هُم بسكارى ولكن عَذَابَ الله شَدِيدٌ } [ الحج : 2 ] .
{ يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة } قيل : الراجفة النفخة الأولى في الصور والرادفة النفخة الثانية لأنها تتبعها ولذلك سماها رادفة من قولك : ردفت الشيء إذا تبعته ، وفي الحديث أن بينهما أربعين عاما ، وقيل : الراجفة الموت والرادفة القيامة ، وقيل : الراجفة الأرض ، من قوله : { ترجف الأرض والجبال } [ المزمل : 14 ] والرادفة السماء لأنها تنشق يومئذ والعامل في يوم ترجف محذوف وهو الجواب المقدر تقديره لتبعثن يوم ترجف الراجفة وإن جعلنا يوم ترجف الجواب فالعامل في يوم معنى قوله : { قلوب يومئذ واجفة } وقوله { تتبعها الرادفة } في موضع الحال ويحتمل أن يكون العامل فيه تتبعها .
ولما ذكر الصيحة الأولى ، أتبعها{[71332]} الثانية حالاً منها دلالة على قربها قرباً معنوياً لتحقق الوقوع ، ولأن ذلك كله في حكم-{[71333]} يوم واحد ، فصح مجيء الحال وإن بعد زمنه من زمن صاحبه فقال : { تتبعها الرادفة * } أي الصيحة التابعة لها التي يقوم بها جميع الأموات وتجتمع الرفات ، وتضطرب من هولها الأرض والسماوات ، وتدك{[71334]} الجبال ويعظم الزلزال ، ويكون عنها التسيير{[71335]} بعد المصير إلى الكثيب المهيل ، ونحو-{[71336]} ذلك من الأمر الشديد الطويل ، قال حمزة الكرماني : روى السدي-{[71337]} عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الناس إذا ماتوا في النفخة الأولى أمطر عليهم {[71338]}ماء من{[71339]} تحت العرش يدعى ماء الحياة فينبتون منه كما ينبت الزرع من الماء ، حتى إذا استكملت أجسادهم{[71340]} نفخ فيها الروح ثم يلقى عليهم نومة{[71341]} فبينما هم في قبورهم{[71342]} نفخ في الصور{[71343]} ثانية فجلسوا وهم يجدون طعم النوم في رؤوسهم وأعينهم{[71344]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.