في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ وَيَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِۗ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (24)

16

( الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ) . .

ووجه الصلة بين الحقيقة السابقة وبين الاختيال والفخر ، ثم بين هذا وذلك وبين البخل والأمر بالبخل ، هو أن من يشعر بأن كل ما يصيبه هو من أمر الله ، لا يختال ولا يفخر بما يعطاه . ولا يبخل ولا يأمر بالبخل في عطاء . فأما الذي لا يشعر بتلك الحقيقة فيحسب أن ما يؤتاه من مال وقوة وجاه هو من كسبه فيفخر ويختال به ؛ ثم يبخل كذلك ببذل شيء منه ، ويحث غيره على البخل ليحقق مبدأه ومنهجه !

( ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ) . .

فمن ينفق فإنما ينفق لنفسه ، ومن يستجب فإنما يستجيب لمصلحته . والله هو الغني فما به من حاجة إلى العباد المحاويج . والله هو الحميد بذاته فما يناله شيء من حمد الحامدين !

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ وَيَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِۗ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (24)

ثم بين الله أوصافَ المختالين الذين يَفْخرون على الناس فقال : { الذين يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ الناس بالبخل } هؤلاء لا يحبّهم الله ، ولا ينظر إليهم يومَ القيامة .

{ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ الله هُوَ الغني الحميد }

ومن يُعرِض عن طاعة الله ، فإن الله غنيٌّ عنه ، وهو المحمودُ من خلقه لما أنعم عليهم من نعمه ، لا تضرّه معصية من عصى ، ولا تنفعه طاعة من أطاع .

قراءات :

قرأ الجمهور : بالبُخْل بضم الباء وإسكان الخاء . وقرأ مجاهد وابن مُحَيصن وحمزة والكسائي : بالبَخَل بفتحتين وهما لغتان . والبخل بفتحتين لغة الأنصار . وقرأ نافع وابن عامر : إن الله الغني الحميد ، بحذف هو ، والباقون : إن الله هو الغني الحميد .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ وَيَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِۗ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (24)

{ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ } أي : يجمعون بين الأمرين الذميمين ، اللذين كل منهما كاف في الشر البخل : وهو منع الحقوق الواجبة ، ويأمرون الناس بذلك ، فلم يكفهم بخلهم ، حتى أمروا الناس بذلك ، وحثوهم على هذا الخلق الذميم ، بقولهم وفعلهم ، وهذا من إعراضهم عن طاعة ربهم وتوليهم عنها ، { وَمَنْ يَتَوَلَّ } عن طاعة الله فلا يضر إلا نفسه ، ولن يضر الله شيئا ، { فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } الذي غناه من لوازم ذاته ، الذي له ملك السماوات والأرض ، وهو الذي أغنى عباده وأقناهم ، الحميد الذي له كل اسم حسن ، ووصف كامل ، وفعل جميل ، يستحق أن يحمد عليه ويثنى ويعظم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ وَيَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِۗ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (24)

{ الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل } ذكر في سورة النساء

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ وَيَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِۗ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (24)

قوله : { الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل } الذين ، في موضوع جر صفة مختال . والمعنى أن هؤلاء المختالين المتكبرين الذين يفاخرون على الناس بأموالهم ومكاناتهم وجاههم يبخلون بإخراج حق الله في أموالهم من زكاة وغيرها . وهم مع بخلهم يأمرون غيرهم أن يبخلوا فيشحوا كما شحّوا . وقيل : المراد بهم رؤساء اليهود الذين بخلوا ببيان صفة محمد صلى الله عليه وسلم ، وصفته مبينة في كتبهم لكنهم أخفوها ، كيلا يعلمها الناس فيؤمنوا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وليس ذلك إلا حسدا من عند أنفسهم . وقيل : المراد بهم الذين يبخلون بالعلم عن الناس .

قوله : { ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد } من يعرض عن الإيمان بالله وطاعته فإن الله غني عنه . وهو سبحانه الغني في ملكوته ، المحمود في خلقه من الملائكة والمؤمنين من الثّقلين{[4466]} .


[4466]:تفسير الطبري جـ 27 ص 136 وتفسير القرطبي جـ 17 ص 260.