الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ وَيَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِۗ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (24)

ثم قال : { الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل } [ 23 ] .

أي : يبخلون أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم {[67356]} ، ويأمرون الناس ألا يؤمنوا به .

وقيل معناه : يبخلون بإخراج حق الله عز وجل {[67357]} من أموالهم ويأمرون الناس بذلك {[67358]} ، وهذه الآية نزلت في اليهود ، عرفوا أن محمدا صلى الله عليه وسلم {[67359]} حق وما جاء به حق ، وكانوا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم يحدثون الناس ويبشرونهم {[67360]} بقرب مبعثه ، وينتصرون على أعدائهم به ، ويقولون : اللهم بحق النبي المبعوث أنصرنا فينتصرون {[67361]} فلما بعث كتموا أمره وكفروا به وبخلوا أن يصدقوه ، وأمروا الناس بتكذيبه .

قوله : { ومن يتول } أي : يعرض عن قبول ما أمر الله عز وجل {[67362]} به من الإنفاق في سبيل {[67363]} الله ، وإخراج الزكاة ، والإيمان بالله {[67364]} وبرسوله .

{ فإن الله الغني الحميد } أي : الغني عن ماله ونفقته وغير {[67365]} ذلك ، الحميد إلى خلقه بما أنعم عليهم من نعمة {[67366]} .


[67356]:ساقط من ع.
[67357]:ساقط من ع.
[67358]:انظر: جامع البيان 27/136.
[67359]:ساقط من ع.
[67360]:ع : "ويسرونهم".
[67361]:ع: "فينصرون".
[67362]:ساقط من ع.
[67363]:ع: "سبيله".
[67364]:ع: "به".
[67365]:ع: "وعن غير ذلك".
[67366]:انظر: إعراب النحاس 4/366.