فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ وَيَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِۗ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (24)

{ الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد ( 24 ) }

والذين يكرههم الله تعالى لزهوهم وتحقيرهم لغيرهم يضنون ويشحون ويتواصون بالإقتار ويمنعون الماعون ، كما فعل أصحاب الحديقة التي جاء ذكرها في سورة [ القلم ] : { إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين }{[6343]} { فانطلقوا وهم يتخافتون أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين }{[6344]} ، وتلك فتنة كل مفتون مأفون ؛ ومن يعرض عن الإنفاق في سبيل مرضاة الله فإن الله غني عنه وعن إنفاقه ؛ وتبارك المحمود في السماوات وفي الأرض .

وجائز أن يكون المراد التحذير من البخل بأي نعمة من نعم الكريم الوهاب- مالا كانت النعمة أو علما أو جاها أو ماعونا أو بذل نفس في سبيل مرضاة مولانا-


[6343]:- سورة القلم. الآية 17.
[6344]:- سورة القلم. الآيتان 23، 24.