النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ وَيَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبُخۡلِۗ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ} (24)

{ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأمُرُونَ النَّاسَ بِالبُخْلِ } فيه خمسة تأويلات :

أحدها : الذين يبخلون يعني بالعلم ، ويأمرون الناس بالبخل بألا يعلموا الناس شيئاً ، قاله ابن جبير .

الثاني : أنهم اليهود بخلوا بما في التوارة من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله الكلبي ، والسدي .

الثالث : أنه البخل بأداء حق الله من أموالهم ، قاله زيد بن أسلم .

الرابع : أنه البخل بالصدقة والحقوق ، قاله عامر بن عبد الله الأشعري .

الخامس : أنه البخل بما في يديه ، قال طاووس .

وفرق أصحاب الخواطر بين البخيل والسخي بفرقين :

أحدهما : أن البخيل الذي يلتذ بالإمساك ، والسخي الذي يلتذ بالعطاء .

الثاني : أن البخيل الذي يعطي عند السؤال ، والسخي الذي يعطي بغير سؤال .