في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ} (30)

27

فهم يعرفون أن ما عند الله خير مما ينفقون . ويتاجرون تجارة كاسبة مضمونة الربح . يعاملون فيها الله وحده وهي أربح معاملة ؛ ويتاجرون بها في الآخرة وهي أربح تجارة . . تجارة مؤدية إلى توفيتهم أجورهم ، وزيادتهم من فضل الله . . ( إنه غفور شكور ) . . يغفر التقصير ويشكر الأداء . وشكره - تعالى - كناية عما يصاحب الشكر عادة من الرضا وحسن الجزاء . ولكن التعبير

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ} (30)

" ويزيدهم من فضله " قيل : الزيادة الشفاعة في الآخرة . وهذا مثل الآية الأخرى : " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله " إلى قوله " ويزيدهم من فضله " {[13146]} [ النور : 37 - 38 ] ، وقوله في آخر النساء : " فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله " [ النساء : 173 ] وهناك بيناه{[13147]} . " إنه غفور " للذنوب . " شكور " يقبل القليل من العمل الخالص ، ويثيب عليه الجزيل من الثواب .


[13146]:راجع ج 12 ص 279.
[13147]:راجع ج 6 ص 26.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ} (30)

قوله : { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ } يرتجي المؤمنون الصالحون تجارة ينتفي عنها الكسادُ وتنفق عند الله ليوفيهم بنَفاقها عنده ما يستحقونه من الأجر وعظيم الجزاء { وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ } أي يجزيهم الله من المثوبة والأجر أضعافا كثيرة .

قوله : { إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } الله غفار لذنوبهم متجاوز عن سيئاتهم . وهو سبحانه { شَكُورٌ } يتقبل منهم من الأعمال ما قلَّ ويثيبهم عليه جزيل الثواب{[3870]} .


[3870]:الكشاف ج 3 ص 307 وتفسير ابن كثير ج 3 ص 554