في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

وأمام هذه الحقيقة التي تفرض نفسها فرضا على الحس البشري ، يجيء الإيقاع الشامل لجملة من الحقائق التي تعالجها السورة :

( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ? ) . .

بلى ! سبحانه ! فإنه لقادر على أن يحيي الموتى !

بلى ! سبحانه ! فإنه لقادر على النشأة الأخرى !

بلى ! سبحانه ! وما يملك الإنسان إلا أن يخشع أمام هذه الحقيقة التي تفرض نفسها فرضا .

وهكذا تنتهي السورة بهذا الإيقاع الحاسم الجازم ، القوي العميق ، الذي يملأ الحس ويفيض ، بحقيقة الوجود الإنساني وما وراءها من تدبير وتقدير . .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

" أليس ذلك بقادر " أي أليس الذي قدر على خلق هذه النسمة{[15652]} من قطرة من ماء " بقادر على أن يحيي الموتى " أي على أن يعيد هذه الأجسام كهيئتها للبعث بعد البلى .

وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قرأها قال : [ سبحانك اللهم ، بلى{[15653]} ] وقال ابن عباس . من قرأ " سبح اسم ربك الأعلى " [ الأعلى : 1 ] إماما كان أو غيره فليقل : " سبحان ربي الأعلى " ومن قرأ " لا أقسم بيوم القيامة " [ القيامة : 1 ] إلى آخرها إماما كان أو غيره فليقل : " سبحانك اللهم بلى " ذكره الثعلبي من حديث أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس . ختمت السورة والحمد{[15654]} لله .


[15652]:في ح: "المضفة".
[15653]:في أ ، ح: "سبحانك اللهم وبحمدك".
[15654]:في ح: "والحمد لله على كل حال".
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

{ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } هذا تقرير واحتجاج ، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ آخر هذه السورة قال : " بلى وفي رواية سبحانك اللهم بلى " .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ} (40)

ولما تقرر من حيث إتقان{[70383]} الاصطناع أنه لا يجوز معه الإهمال وانقطاع النزاع ، وكان ربما توقف من حيث ظن عدم القدرة على ذلك بعد الموت ، قال منبهاً على تمام القدرة مقرراً عليه منكراً على من يتوقف فيه موبخاً له مرتباً على ما قام على القدرة على الإعادة من دليل القدرة الشهودي على البداية : { أليس ذلك }{[70384]} أي الخالق المسوي الإله الأعظم الذي قدر على {[70385]}هذه الإنشاءات{[70386]} وصنع هذه الصنائع المتقنة التي لا يقدر غيره على شيء منها ، وأعرق في النفي فقال : { بقادر } أي عظيم القدرة { على أن يحيي } أي كيف أراد دفعة أو في أوقات متعاقبة { الموتى * } فيقيم القيامة بل و-{[70387]} عزته وجلاله{[70388]} وعظمته وكماله {[70389]}إنه على{[70390]} كل {[70391]}ما يريد{[70392]} قدير ، وقد رجع آخر السورة على أولها أتم رجوع ، والتأم{[70393]} به أتم التئام ، فتمت معانيها أعظم تمام بجمع العظام وإيجاد القيام ليوم التغابن والزحام - أعاننا الله فيه{[70394]} بحسب الختام ، روى البغوي{[70395]} بسنده من طريق أبي داود عن أعرابي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ منكم { والتين والزيتون } [ التين : 1 ] فانتهى إلى آخرها { أليس الله بأحكم الحاكمين } [ التين : 8 ] فليقل : بلى-{[70396]} وأنا على ذلك من الشاهدين ، ومن قرأ { لا أقسم بيوم القيامة } [ القيامة : 1 ] فانتهى إلى قوله { أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } [ القيامة : 40 ] فليقل بلى ، ومن قرأ المرسلات فقرأ { فبأي حديث بعده يؤمنون } [ المرسلات : 50 ] فليقل : " آمنا بالله " و-{[70397]} رواه الترمذي وقال في آخر القيامة أن يحيي الموتى : " بلى وعزة ربنا " وقال الحافظ نور الدين{[70398]} الهيثمي في مجمع الزوائد{[70399]} : وروى أحمد وفيه رجلان لم أعرفهما عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ : والمرسلات عرفاً{[70400]} فبأي حديث بعده يؤمنون ، ومن قرأ : والتين والزيتون{[70401]} ، فليقل : وأنا على ذلك من الشاهدين ، ومن قرأ : أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ، فليقل بلى{[70402]} " {[70403]}والله الهادي للصواب{[70404]} .


[70383]:زيد في الأصل: أحكام، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70384]:زيد في الأصل: كله دليلا على قوله ليس ذلك، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70385]:من ظ و م، وفي الأصل: هذا الإنشاء.
[70386]:من ظ و م، وفي الأصل: هذا الإنشاء.
[70387]:زيد من ظ و م.
[70388]:من ظ و م، وفي الأصل: جلالته.
[70389]:تكرر ما بين الرقمين في الأصل فقط.
[70390]:تكرر ما بين الرقمين في الأصل فقط.
[70391]:من ظ و م، وفي الأصل: شيء.
[70392]:من ظ و م، وفي الأصل: شيء.
[70393]:من ظ و م، وفي الأصل: ألم.
[70394]:زيد من ظ و م.
[70395]:في المعالم 7/156.
[70396]:زيد من المعالم.
[70397]:زيد من ظ و م.
[70398]:من ظ و م، وفي الأصل: نور.
[70399]:راجع 7/132.
[70400]:زيد في الأصل: إلى قوله، ولم تكن الزيادة في ظ و م والمجمع فحذفناها.
[70401]:زيد في الأصل: إلى قوله أليس الله بأحكم الحاكمين، ولم تكن الزيادة في ظ و م والمجمع فحذفناها.
[70402]:من ظ و م والمجمع، وفي الأصل: بل.
[70403]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[70404]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.