{ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ } الذي يحصل به عقابكم ، لا تستفيدون به شيئًا ، فلو كان إذا حصل ، حصل إمهالكم ، لتستدركوا ما فاتكم ، حين صار الأمر عندكم يقينًا ، لكان لذلك وجه ، ولكن إذا جاء يوم الفتح ، انقضى الأمر ، ولم يبق للمحنة محل ف { لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ } لأنه صار إيمان ضرورة ، { وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ } أي : يمهلون ، فيؤخر عنهم العذاب ، فيستدركون أمرهم .
ولما أسفر حالهم بهذا السؤال الذي محصله{[54909]} الاستعجال على وجه الاستهزاء عن أنهم لا يزدادون مع البيان إلا عناداً ، أمرهم بجواب فيه أبلغ تهديد ، فقال فاعلاً فعل القادر في الإعراض عن إجابتهم عن تعيين اليوم إلى{[54910]} ذكر حاله : { قل } أي لهؤلاء اللد الجهلة : { يوم الفتح } أي{[54911]} الذي تستهزئون به ، وهو يوم القيامة - تبادرون إلى الإيمان بعد الانسلاخ مما{[54912]} أنتم فيه من الشماخة والكبر ، فلا ينفعكم بعد العيان وهو معنى{[54913]} { لا } ينفعكم - هكذا كان الأصل ، ولكنه أظهر الوصف تعميماً وتعليقاً للحكم به فقال : { ينفع الذين كفروا } أي غطوا آيات ربهم التي لا خفاء بها سواء في ذلك أنتم وغيركم ممن اتصف بهذا الوصف { إيمانهم } لأنه ليس إيماناً بالغيب ، ولكنه ساقه هكذا سوق ما هو معلوم { ولا هم ينظرون * } أي يمهلون في إيقاع العذاب بهم لحظة ما من منظر ما .
{ يَوْمَ الْفَتْحِ لاَ يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ }
المراد بالفتح القضاء ، وذلك يوم القيامة . فقد ذكر أن المؤمنين قالوا : للمشركين : سيحكم الله بيننا وبينكم يوم القيامة فيجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته فقال لهم المشركون ساخرين مستهزئين : { مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } أي متى هذا القضاء أو الحكم الذي تزعمون أنه آت إن كنتم تصدُقون فيما تقولون . وقيل : المراد بالفتح الغلبة والنصر للمسلمين على الكافرين في الدنيا فقد استعجلهم الكافرون على سبيل السخرية والصواب القول الأول وقد دل عليه قوله سبحانه : { يَوْمَ الْفَتْحِ لاَ يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ } يعني إذا قامت الساعة وسيق المكذبون للحساب لا ينفعهم حينئذ إيمان ولا توبة ، إذ لا قيمة للتوبة والندم يوم القيامة .
قوله : { وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ } أي لا يؤَخَّرون أو يُمهلون لكي يتوبوا وإنما يساقون للحساب ليلاقوا نصيبهم من سوء الجزاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.